IMLebanon

إتفاق وحيد وأبطال “بالجملة”

 

الكلّ في لبنان أدّى دوراً في اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل:

 

رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مستشار الرئيس بري علي حمدان، مستشار الرئيس عون سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ومسيّرات الحزب، وعذراً إذا كنت قد نسيت أيّ اسم أو وسيلة.

 

بعض هؤلاء لديهم صفة رسمية وبعضهم الآخر لا صفة رسمية لهم ولكنّ نخوتهم الوطنية قد تكون هي التي دفعتهم للمساهمة في تحقيق هذا الإنجاز مع الأميركيين والإسرائيليين مع فارق وحيد هو أن من تبنّى الإنجاز لدى هؤلاء لم يكونوا أشخاصاً بل إدارة وحكومة، ولم تضرب نار الحسد نتانياهو تجاه لابيد، ولم يسارع ديفيد هيل للحديث عمّا حققه سابقاً في هذا الملف كي يخطف وهجاً من درب آموس هوكشتاين.

 

بعض هؤلاء الذين يتغنّون بمساهماتهم في إنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية، كان مطلوباً منهم أن ينجزوا في ملفات أخرى لو نجحوا فيها لما أوصلوا البلاد والعباد إلى الانهيار الشامل، لقد كان مطلوباً من هؤلاء أن ينجزوا في الإصلاحات، وفي الكهرباء، وفي الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي، وفي مكافحة التهريب وضبط الحدود، وفي بناء الدولة وسيادة القانون، وفي وقف المحاصصة واقتسام المغانم.

 

لقد كان مطلوباً منهم أن يحافظوا على مكامن قوة لبنان في علاقاته مع الدول العربية وحياده عن النزاعات داخل الدول العربية، لقد كان مطلوباً من هؤلاء أن يحافظوا على الحدّ الأدنى من بقاء وطن وعدم دفع أبنائه إلى هجرة لا عودة منها.

 

لقد افتعل بعض هؤلاء كل ما من شأنه ألّا يخرج لبنان من الهوة التي هو فيها وما زالوا ودليلنا الدامغ على ذلك تعطيلهم الإنتخابات الرئاسية ومحاولة الاستعاضة عنها بحكومة لا صفة لها سوى المزيد من المحاصصة وتقاسم المغانم وقد زادوا عليها النفط والغاز ولا ضير إن انتظروا بضع سنوات لجني الأرباح على حساب شعب أمعنوا في إذلاله.