البلوك 8 «نجم التفاوض» المقبل… قانا مُقابل هذا المطلب «الإسرائيلي» !
بعدما تيّقن الجميع الا نية لتشكيل الحكومة الموعودة، التي يبدو انها رحلت لما بعد الاستحقاق الرئاسي، ان حصل بموعده، تراجع كل الكلام الحكومي وحط محله تفعيل تصريف الاعمال، وتحولت كل الانظار الى التطورات التي قد تحملها الايام المقبلة على خط ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و»اسرائيل» بوساطة اميركية.
فبعد التصعيد الكلامي لامين عام حزب الله بطرح معادلة واضحة قوامها: «ما بعد بعد كاريش» يشهد لبنان حبس انفاس «نفطي»، بانتظار زيارة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الذي يصل في 31 الحالي الى لبنان، على ان يبدأ لقاءاته مع المسؤولين في الاول من آب بحسب المعلومات.
ماذا سيحمل معه هوكشتاين؟ تجزم اوساط متابعة بان احدا لا يعلم بما قد يبلّغه هوكشتاين للمعنيين في لبنان حول الرد على الطرح الذي سبق وسلمه اياه الجانب اللبناني بالموقف الموحد، لكن الاوساط كشفت في الوقت نفسه بانه يفترض ان ينقل هوكشتاين جوا اقرب الى رغبة بالتفاهم على اعادة تحريك الملف من جديد، بعد الجمود الذي مني به اخيرا، مشددة على ان تحريك الملف سيكون على ضوء ما هو متفاهم عليه.
ولعل اهم ما كشفته الاوساط بان السفيرة الاميركية دوروثي شيا ابلغت المعنيين بالملف من الجانب اللبناني، بان هناك اشارات تدعو لعدم فقدان الامل بامكان التوصل لحل لهذه المسألة.
وتستفيض الاوساط المتابعة بشرحها لتقول بان موقف لبنان الذي ينطلق منه واضح، وهو ينطلق من الخط 23 و+ (اي زيادة)، وهذه الزيادة تعني عمليا حقل قانا، لاسيما ان الخط 29 لم يعد مطروحا كخط تفاوضي.
اضافت الاوساط المتابعة: لا نعرف تماما كيف سيكون عليه الجو «الاسرائيلي»، لكن الاتجاه هو الا يكون هناك رفض بل فتح باب المفاوضات لتكريس الاتفاق على اسس واضحة.
اكثر من ذلك، تكشف الاوساط المتابعة بان المفاوضات المرتقبة والنقاش سيدور في الايام المقبلة حول البلوك 8 تحديدا، وما اذا كان سيتم اخذ قسم منه او يكون كاملا من حصة لبنان ، بعدما يكون لبنان قد ضمن حصته بحقل قانا، وتابعت بان الاتجاه قد يكون بان العدو لاسرائيلي قد يطلب مقابل حصول لبنان على قانا كاملا ، حصوله على قسم او طرف او مساحة معنية من البلوك رقم 8.
هل سيقبل لبنان عندها ان تحصل «اسرائيل» على جزء من البلوك 8؟ تجيب الاوساط ان لبنان سيدرس ويرى اين هي مصلحته، ليضمن اولا حصوله على كل قانا، وبعدها «يناقش بالباقي»، لا سيما ان البلوك 8 ليس مؤكدا بعد اذا كان يحوي على نفط او لا. واكثر من ذلك، تشير الاوساط الى ان ما يحكى هو ان طرف ال بلوك 8 لا يحوي على نفط، بل هو كناية عن ارض مسطحة تريدها «اسرائيل» كي تتمكن من امداد خط الانابيب الذي ستذهب عبره الغاز الى اوروبا.
وعما حكي من ان هوكشتاين سيطرح خطوطا جديدة وطرحا جديدا هو عبارة عن اتفاق اطار جديد ضمن مساحة محددة بين خط هوف والخطّ 23 بعد اسقاط الخطّ 29؟ جزمت مصادر متابعة للملف بان كل ما يحكى في هذا الاطار غير صحيح.
ولعل الجواب الاوضح اتى على لسان المعني الاول بالملف والمكلف بتقريب وجهات النظر نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي جدد في اتصال مع «الديار» التأكيد على ان هناك تقدما حصل بالملف، مشيرا الى ان كل ما يحكى بالاعلام عن اقتراحات وخطوط هو من باب الاشاعات والتكهنات، ومطلقوها ليسوا مطلعين على الملف.
اضاف بوصعب: لبنان يفاوض من موقع القوي وليس الضعيف، وهذا ما يدفعني لاكون متفائلا بامكان التوصل لنتيجة ايجابية، لكن لا يمكن القول ان الامور بلغت خواتيمها كون الشياطين تكمن بالتفاصيل، اضاف: فلننتظر زيارة هوكشتاين لنعرف منه ما تبلغه خلال زيارته الى «اسرائيل» حول الطرح الذي قدمه لبنان.
بالانتظار، وبعدما كان لبنان قد تبلغ اجواء يعول عليها كرد شفهي على الطرح الذي كان حمّله للوسيط الاميركي في زيارته الاخيرة الى لبنان، يبقى السؤال الابرز :هل يستبق حزب الله زيارة الوسيط الاميركي برسالة تحذيرية جديدة على شاكلة المسيّرات السابقة؟ ترفض اوساط مطلعة على جو الحزب التعليق، وتكتفي باحالتنا للخطاب الاخير للسيد حسن نصر الله الذي قال بان كل الخيارات مفتوحة امامنا لحماية حقوق لبنان، ولا سيما بالتنقيب.
وعما اشيع من ان الحزب قرر العودة إلى الخطّ 29 من دون تثبيته رسمياً أو أممياً، وإنّما عبر التذكير بحق لبنان بمنطقة رأس الناقورة والنقطةB1، قالت مصادر مطلعة على جو الثنائي بان هذا الامر غير صحيح، فحزب الله لم يلتزم يوما بخطوط، وموقفه لم يتبدل بوقوفه خلف الدولة بما تقرره، مشيرة الى ان ما يطالب به الحزب هو حفظ حق لبنان بالتنقيب، ففي عملية التفاوض لا يتم الاكتفاء بترسيم الحدود فقط.
حتى اللحظة كل ما يصل من اخبار توحي بايجابية كلامية على خط الترسيم تبقى ترجمتها مطلوبة على ارض الواقع. فهل تهب رياح التسوية قريبا على لبنان؟
على اي حال، رئيس الجمهورية كان واضحا في كلامه الاخير عندما اعلن ان مسألة الترسيم ستنتهي قريبا لما فيه مصلحة الطرفين.
فالتسوية آتية مهما تأخرت واستقرار المنطقة حاجة ليس للبنان فحسب، بل لـ «الاسرائيليين» كما الاوروبيين تماما، كما يختم مصدر متابع!