IMLebanon

“ما قبل المُسيّرات ليس كما بعدها”…هل يحسّن لبنان إدارة المفاوضات؟

 

حقائق جديدة فرضتها العمليّة والرسالة وصلت للمعنيين!

 

٢٤ساعة هزت اسرائيل وكشفت هزالة المنظومة العسكرية والامنية والجوية لكيان الاحتلال، وفرضت معادلة “ما قبل المسيرات الثلاث ليس كما بعدها” على كيان العدو. المسيرات وجهت رسائل الى وزراء الخارجية العرب المجتمعين في بيروت، ” ما اخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة “فالوزراء العرب افتتحوا الاجتماع على وقع انطلاق المسيرات التي اربكتهم وردوا بالاسراع في انهاء الجلسة الختامية وعدم اصدار اية توصيات، فعملية حزب الله صححت البوصلة واكدت على الحقائق التالية حسب مصادر عليمة:

 

أولاً: هذه المسيرات تثبت جدّية المقاومة ومسؤوليتها في الدفاع عن ثروات لبنان.

 

ثانيا: الرسالة شديدة الوضوح، طائرات صغيرة الحجم حلّقت فوق كاريش والهدف هو الإنذار والتنبيه، أي توقفوا عن استخراج النفط طالما لم ينتهِ شئ بعد في موضوع ترسيم الحدود، وبالتالي من هو قادر على ارسال طائرات غير مسلحة يمكنه ان يُرسل طائرات من أحجامٍ أكبر مليئة بالمتفجرات والسلاح.

 

ثالثًا: هذا الحدث سوف يهز المؤسستين الأمنية والسياسية الاسرائيلية من الأعماق ودفعها الى اتخاذ قرارٍ في وقت خطر، فهل هذه الرسالة تحتاج الى رد؟ وما هو الرد على الرد؟ وكيف تنزلق الامور بعد ذلك! او ان الموضوع تحت السيطرة. ما اراد حزب الله ان يقول، انه من وراء المسيرات جادٌ حتى النهاية في موضوع الدفاع عن ثروة لبنان بغض النظرعن النتائج. ولكن بالطبع هذه الخطوة التحذيرية تتضمن مسبقًا، ان المطلوب هو التوقف عن التنقيب واستخراج النفط لا اكثر.

 

رابعا: بدأت بعض الأصوات في لبنان بالارتفاع ضد خطوة المقاومة وهذا لم يكن مستغربًا، نظرًا لان هذا هو السياق الفكري والطبيعي لهؤلاء، لكنهم في الفترة الأخيرة عمدوا الى المزايدة على المقاومة وعلى رئاسة الجمهورية والدولة اللبنانية وطالبوا بالتصعيد، وعندما قامت المقاومة بعمليتها الإنذارية، برسالتها الواضحة يوم السبت جن جنونهم وبالتالي اتضح ان هدفهم هو المزايدة والا فانهم غير حريصين لا على الثروة الوطنية ولا على السيادة، وليس همهم مصلحة بلدهم بل الدفاع عن مصالح الخارج.

 

خامسا: لا شك من ان هذه العملية سوف تشكّل عنصرًا ضاغطًا على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى “إسرائيل” للاسراع فى حسم الخيارات المتعلقة في ترسيم الحدود، وتشكّل عنصرًا حاسمًا وقوياً الى جانب الفريق اللبناني اذا احسن استغلال هذا الظرف بدلًا من التشكيك باهداف هذه العملية كما فعل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب او سواه الذي لم يكن موفقًا على الاطلاق في تعليقه، على العكس فان العملية هي عنصر داعم للمفاوض اللبناني للحصول على النتائج الافضل من حقوقه الغازية والنفطية.

 

سادساً: هذه العملية تؤكّد مرة أخرى تقديم حزب الله لمصلحة لبنان العليا على أي عنصر اقليمي كالمفاوضات النووية وسواها، ولا رابط بين العملية واي حدثٍ آخر مثل فشل مفاوضات الدوحة سوى التوقيت فالجميع يعلمُ ان تحذير الأمين العام لحزب الله سبق التطورات الاخيرة.

 

عملية حزب الله اعطت قوة للمفاوض اللبناني واعطته المزيد من اوراق القوة فهل يحسن لبنان ادارة مفاوضات ملف النفط كونها الطريقة الوحيدة لخروج البلاد من ازماتها؟