عون يؤازر الحريري في مسعاه لفكفكة العقد
الولادة الحكومية مرجّحة آخر الأسبوع إذا اقتنعت «القوات» بحصّتها
تنصبّ جهود رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على أن يقدّم للبنانيين قبل عيد الاستقلال التشكيلة الوزارية العتيدة، كهدية في هذه المناسبة، حيث يواصل مشاوراته مع القوى السياسية التي تريد أن تكون ممثّلة في الحكومة وهو ما يعمل على مراعاته، لكن ضمن الإمكانات التي تسمح له، كونه حريصاً على أن تكون معظم الكتل السياسية ممثلة في حكومة الوحدة الوطنية، في إطار توليفة متوازنة تأخذ بعين الاعتبار مطالب القوى السياسية ضمن الأطر المعقولة والمقبولة، ولهذا فإنّ الرئيس المكلّف الذي يحرص ورئيس الجمهورية ميشال عون على أن تكون الولادة الحكومية سريعة وقبل «الاستقلال»، يعكف على توزيع الحقائب على القوى السياسية، وتحديداً في ما يتّصل بالحقائب الخدماتية، بعدما حلّت مسألة الحقائب السياديّة، في حين يعمل على معالجة شروط حزب «القوات اللبنانية» التي تؤخّر الانتهاء من التوافق على الحكومة المنتظرة، بعد مطالبة الحزب بحقيبة سياديّة و4 أخرى له ولحلفائه، وهو الأمر الذي لا يمكن قبوله لأنه يخلّ بالتوازن داخل التركيبة الحكومية التي يجري تحضيرها، كما وإنه يُعتبر من جانب المعنيين بالتأليف محاولة من جانب «القوات» للحصول على حصة وزارية أكبر من حجمها السياسي والتمثيلي في مجلس النواب، الأمر الذي يعمل الرئيس الحريري على معالجته بالتشاور مع الرئيس عون الذي وبحسب المعلومات التي توافرت لـ»اللواء»، يتفهّم مطالب «القوات»، لكنه في الوقت نفسه حريص على أن تمثّل معظم الأطراف في هذه الحكومة. ولذلك فإنه لا يضع فيتو على أحد وسوف يقدّم كل التسهيلات من ناحيته لتأمين الظروف المؤاتية لتشكيل الحكومة هذا الأسبوع، في وقت أبدت الأوساط المقرّبة من رئيس مجلس النواب نبيه برّي ارتياحها لمسار التأليف وتوقّعها أن ترى الحكومة النور نهاية هذا الأسبوع إذا سارت الأمور كما هو مخطّط لها ولم تظهر عقبات، قد تؤخّر التأليف، بعد حل عقدة وزارة المالية التي ستبقى في عهدة الوزير علي حسن خليل، في حين يجهد الرئيس المكلّف لإعلان ولادة حكومته في وقت قريب وتقتنع الأطراف بالحصص الوزارية في التشكيلة العتيدة، في إشارة الى «القوات اللبنانية» التي تريد الحصول على 5 حقائب وزاريّة، متّهمة «حزب الله» بمنعها من الحصول على مطالبها، بانتظار أن يتولى الرئيس الحريري بالتشاور مع الرئيس عون حل هذه الإشكالية وتعبيد الطريق أمام ولادة حكومته في الأيام القليلة المقبلة.
وتحذر في هذا الإطار، أوساط نيابية كما تقول لـ»اللواء»، من أنّ تأخير تأليف الحكومة لتضارب مصالح المستوزرين، يسيء أولاً وأخيراً الى رئيس الجمهورية وإلى عهده الجديد ومن شأن ذلك ألا يوفر الاندفاعة القوية المطلوبة لهما، خاصة وأنّ التأخير في حال حصوله سيشكّل استنزافاً كبيراً لحكومة عمرها لن يتجاوز أيار المقبل، موعد الانتخابات النيابية المنتظرة، فلذلك ينبغي تسهيل التأليف لتتفرّغ الحكومة بعد نيلها الثقة لإقرار قانون جديد لإجراء الاستحقاق النيابي على أساسه.