ريتشارد كولينز الذي تلقى طعنة قاتلة أثناء عطلة الأسبوع الماضي داخل حرم جامعة ميريلاند كوليج بارك كان بريئاً براءة الضحايا الـ22 الذين لقوا حتفهم جراء التفجير الانتحاري الذي حدث في بريطانيا وفي مانشستر بالذات قبل أسابيع. فكولينز الأميركي من أصول أفريقية كان قد تلقى أخيراً تكليفاً من الجيش الأميركي ليصبح ضابطاً بعد التخرج٬ وكان هو الآخر مسالماً شأن ضحايا تفجير مانشستر بإنجلترا. كان من المقرر أن يتخرج كولينز من جامعة باوي الأسبوع الحالي٬ وخرج في ذلك اليوم في نزهة مع أصدقائه للاستمتاع بوقته.
تجري السلطات تحريات حول ملابسات موت كولينز٬ ويقال إنه مات طعناً بسكين على يد طالب بجامعة ميريلاند يدعى سيان أوربانسكي بدافع الكراهية. وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ٬ قال سيناتور الحزب الجمهوري عن ولاية ميريلاند ستيني هوير٬ إن جريمة قتل ابن دائرته «هي جريمة بشعة ربما كانت الكراهية الدافع وراءها»٬ غير أن السبب الحقيقي لم يكشف بعد. لكن في جريمة مانشستر٬ الكراهية هي السبب بكل تأكيد.
جريمة مانشستر عمل إرهابي هدفها إشاعة الخوف وإثارة الأحاديث عن دين وجنسية وثقافة مرتكبيها.
فالانتحاري سلمان عبيدي لم يتجه للإرهاب إلا مؤخراً٬ وربما أن العبث بالجانب المظلم هو ما جذب أوربانسكي ليفعل فعلته.
وبحسب مسؤول الأمن بجامعة ميريلاند٬ ديفيد ميشال٬ فأوربانسكي عضو بجماعة ظهرت على موقع التواصل «فيسبوك» دأبت على نشر تعليقات عنصرية تحض على الكراهية. ووصف ميشال التعليقات بـ«الخسيسة» وأنها أظهرت تحيزاً سافراً ضد النساء٬ واللاتينيين٬ واليهود٬ والأميركيين من أصول أفريقية.
الغريب في تلك الاعتداءات غير المبررة هو ما نتمتع به من معرفة كبيرة عن الدوافع وراء مثل تلك العمليات في الخارج٬ وكم المعلومات الضئيل عن المحرضين على التطرف هنا في الداخل الأميركي.
وبحسب ما أشارت إليه «رابطة مكافحة التشهير» في تقرير حديث بعنوان «25 عاماً من إرهاب تيار اليمين في الولايات المتحدة»٬ فقد شهدت الولايات المتحدة سلسلة طويلة من الحوادث الإرهابية٬ أغلبها لم يكن مرتبطاً بالإسلام٬ بل بتيار اليمين المتطرف.
ورصدت الرابطة نحو 150 عملاً إرهابياً في الولايات المتحدة تبين أن مخططيها ومرتكبيها من اليمين المتطرف٬» راح ضحيتها أكثر من 800 شخص ما بين قتيل وجريح». وأشار التقرير إلى أن تلك الاعتداءات تفاقمت خلال النصف الثاني من التسعينات حتى عام ٬2009 تحديداً بداية عهد باراك أوباما.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن الفترة من 2007 إلى 2016 شهدت سلسلة من الأعمال المتطرفة على المستوى المحلي٬ حيث قتل 372 شخصاً بمختلف أنحاء البلاد٬ 74 في المائة منها ارتكبها أنصار اليمين المتطرف٬ مثل العنصريين البيض وأنصار سيادة المواطن وعناصر تابعة للميليشيات.
*خدمة «واشنطن بوست»