IMLebanon

بيت القصيد:  أقبل بالشراكة… فهل تقبلون؟

بعد مهرجان البيال ليس كما قبله، وبعد الكلمة السياسية التي ألقاها الرئيس الشاب سعد الحريري، والتي ترقى إلى مستوى الوثيقة السياسية، لم يعد هناك من مجال للقول إنَّ رئاسة الجمهورية تُصَنع خارج لبنان. لقد شاء الرئيس الشاب أن يُلبنن هذا الإستحقاق وبات من الصعب إعادة تصديره بعدما استرده من الخارج ووضعه بين بنشعي والرابية وكليمنصو، إنطلاقاً من بيت الوسط بالتأكيد.

***

هذه الوثيقة السياسية لم يكن لبنان إلا جزءاً منها، فهي امتدت على مساحة العالم العربي ليُعلِن الزعيم الشاب من خلالها، وبالفم الملآن:

نحن عرب على رأس السطح. ولن نسمح لأحد بجرِّ لبنان إلى خانة العداء لأشقائنا العرب.

لا لُبس في هذا الكلام، ولا إمكانية لأحد في أن يغيِّر التاريخ أو يحوِّره أو يزوِّره.

***

وكما الجرأة في تحديد هوية لبنان وفي تثبيتها، كانت جرأة أخرى في مقاربة ملف رئاسة الجمهورية:

يقول الرئيس الحريري، ومن دون تردد في قاموسنا، إن رئاسة الجمهورية اللبنانية، أولى بالإهتمام وبذل الجهد من رئاسة الجمهورية السورية أو العراقية أو اليمنية. ومصلحة الوطن في فك الحصار عن الرئاسة والحكومة ومجلس النواب.

لا يكتفي بهذا الكلام بل يُقرن قوله بالفعل وباتخاذ المبادرة، بعقلٍ واعٍ وقلب منفتح ويدين ممدودتين، فيقول نملك الشجاعة لاتخاذ الموقف، والإعلان بأننا لن نخشى وصول أيِّ شريك في الوطن إلى رأس السلطة، طالما يلتزم إتفاق الطائف وحدود الدستور والقانون، وحماية العيش المشترك، وتقديم المصلحة الوطنية وسلامة لبنان على سلامة المشاريع الإقليمية.

هذا كلام أكثر من واضح، جريء، نادر، وقد أقدم عليه الرئيس الحريري بالفعل.

***

أكثر من ذلك، قال الأمور كما هي:

لم يُراعِ ولم يساير ولم يناوِر:

من الأربعة، لم يبق إلا الوزير سليمان فرنجيه. ونعم، بعد سنة ونصف من الفراغ، وبعدما رفض كل الأطراف، حلفاء وخصوم، تبني مرشح توافقي من خارج الأربعة الذين تعاهدوا في ما بينهم في بكركي، فتحنا حواراً مع الوزير فرنجيه. هل رأيتم متى، بعدما أقفل كل مجال.

وسأل سؤال العارف:

أين الغلط؟

ولماذا أنتم متفاجئون؟

أصلاً ما هو دوري سوى المحافظة على النظام والسلم وتحسين حياة الناس؟

هنا يصل الرئيس الحريري إلى بيت القصيد ويقول بالفم الملآن:

الآن وصلنا إلى هنا، عظيم، أين المشكلة، بات لدينا ثلاثة مرشحين:

الوزير فرنجيه، الجنرال عون والنائب هنري حلو. ويمكن أن يكون هناك مرشحون آخرون؟

لدينا دستور ونظام ديمقراطي يقول:

تفضلوا إلى مجلس النواب. وانتخبوا رئيساً، إلا إذا كان مرشحكم الحقيقي هو الفراغ؟

الكرة في ملعبكم.