حرص بو صعب على الهوية العربية للمنطقة الآمنة يصب في خانة الموقف الوطني بدعم وحدة الدول العربية
ضجت الساحة السياسية مؤخراً بسلسلة محطات وتطورات وتصعيد من هنا وهناك في حين سجّل على هامش هذه المواقف حراك وزاري كان له صداه الإيجابي على غير مستوى وصعيد، وعليه هناك استهجان للانتقادات التي تقوم بها بعض الجهات السياسية مع بداية انطلاق الحكومة عوض دعمها والوقوف إلى جانبها في هذه الظروف المفصلية التي يجتازها لبنان والمنطقة والتي تحتاج إلى تضافر جهود كل اللبنانيين.
وفي هذا السياق برزت بعض الجولات والزيارات واللقاءات للوزراء الجدد، إلا أن اللافت كان زيارة وزير الدفاع الوطني الياس أبو صعب إلى كل من الولايات المتحدة الأميركية وميونيخ وحيث كانت له دينامية بارزة على صعيد السعي لتحصين لبنان أمنياً من خلال دعم الجيش اللبناني وتلك كانت من صلب حراكه في واشنطن وميونيخ من خلال سلسلة لقاءات على أعلى المستويات، حيث شدد أبو صعب على ضرورة إبقاء الساحة اللبنانية آمنة مشيراً إلى ما بلغه الجيش اللبناني من قوة ضاربة أدت إلى دحر الإرهاب وضرب كل المخلين بالأمن واستئصالهم وصولاً إلى الجهوزية التي يتمتع بها وهذا كان مدار إعجاب الجميع، ومن هنا شدد أبو صعب على ضرورة دعم المؤسسة العسكرية بأسلحة تقنية لا سيما وأن الجيش اللبناني لديه تقنية عالية.
أما اللافت على هامش الزيارتين اللتين قام بهما أبو صعب إلى واشنطن وميونيخ فذلك تمثل من خلال بعض الانتقادات غير المفهومة حول مواقفه التي أعلنت خلال هاتين الزيارتين، والسؤال هنا ماذا فعل أبو صعب إلا لكل ما يعود للحفاظ على الهوية الوطنية والعربية من خلال المنطقة الآمنة بين تركيا وسوريا أي إبقاء لبنان بمنأى عن الحروب والتطورات ومن ثم الحفاظ على أمن وسيادة الدول العربية وتلك مواقف عربية ووطنية تركت ارتياحاً لدى الجامعة العربية الأمر الذي عبر عنه مباشرة أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيظ الذي أثنى على موقف الوزير أبو صعب وهنأه على ما قام به في حين أن بعض السياسيين اللبنانيين يعارضون وينتقدون دون وجه طائل، وبالتالي الجميع يتذكر كيف أن الوزير أبو صعب نجح في وزارة التربية الوطنية من خلال دوره وعمله الذي كان محط إعجاب اللبنانيين حيث مر على هذه الوزارة تاركاً بصمات إيجابية ومطوراً عملها على كل المستويات والصعد.
من هذا المنطلق، ما قام به الوزير أبو صعب سيستكمله من خلال زيارات وجولات خارجية إلى لقاءات في مكتبه في وزارة الدفاع الوطني مع موفدين دوليين من الأمم المتحدة وسفراء عرب وأجانب وغيرهم تحت عنوان دعم الجيش اللبناني بالسلاح والعتاد، فهذا هو الدور الذي يقوم به أبو صعب وبالتنسيق مع رئيس الحكومة ومن خلال البيان الوزاري لا الخروج عنه، ناهيك إلى أن هذا الدور الذي يضطلع به أبو صعب إنما يجب أن يعمم على كل الوزراء على اعتبار أنها حكومة «هيّا إلى العمل» في حقبة صعبة ومفصلية لا بد من دعمها لا انطلاق التشكيك من قبل هذه الجهة السياسية وتلك وخصوصاً أن رئيس الحكومة سعد الحريري في حراك أبو صعب ومواقفه.
وأخيراً يتوقع أن تشكل الحكومة انطلاقة قوية خلال الأسابيع المقبلة إن على صعيد متابعة نتائج مؤتمر «سيدر» إلى مواكبة الملفات الداخلية الاقتصادية والحياتية مع العمل والتحرك ضمن البيان الوزاري وهذا ما يتطلب دعماً من كل الأحزاب والتيارات السياسية بعيداً عن المناكفات والمشاكسات في مرحلة تستوجب التعاون والتنسيق بين كل القوى والتيارات السياسية.