Site icon IMLebanon

نسب هجرة الأدمغة من لبنان

 

بتاريخ 19 تشرين الثاني 2020 ظهرت أرقام مخيفة تقول بأن لبنان احتل المرتبة 113 بين 144 دولة في ظاهرة هجرة الادمغة، وأن 53% من المهاجرين هم من الاطباء و المهندسين وأصحاب المهارات و 44% هم من الجامعيين .

 

لقد نشر موقع Bloom Infest تقريراً يستعرض فيه بعض الأرقام التي تعبر عن الحجم الحقيقي لموجة الهجرة الجديدة .

 

فعلى سبيل المثال وعلى صعيد قطاع الهندسة يقول التقرير بأن أرقام نقابة المهندسين تشير إلى أن متوسط عدد المهندسين الذين يودون الحصول على افادات تخولهم العمل في الخارج ارتفع ليتراوح ما بين الخمسة و الستة مهندسين يومياً .

 

ومن المؤكد أن متوسط عدد المهندسين الذين يتخذون بجدية قرار الهجرة يومياً سيؤدي إلى بلوغ 2100 طالب هجرة سنوياً، ويضيف التقرير قائلاً لكن المؤلم في الامر أن نصف عدد المهندسين المسجلين في النقابة أصبحوا خارج لبنان .

 

وبعيداً عن تقرير موقع Bloom، شهد لبنان ما بين نيسان وحزيران 2021 هجرة مئات الأطباء و الممرضين جراء الانهيار الاقتصادي الذي مازال يضرب البلاد، لكن المخيف في الأمر تجلى بالفئة العمرية التي وضع القطاع الاستشفائي كل ثقته فيها لأن غالبية أعمار المهاجرين من الاطباء و الممرضين تتراوح ما بين ال 35 و 55 عاماً وفقاً لنقابة أطباء لبنان في بيروت .

 

وقال رئيس قسم العناية القلبية في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت البروفيسور هادي سكوري لموقع سكاي نيوز العربية، لو كان بامكان الأصدقاء الزملاء الأطباء الذين غادروا لبنان إلى دنيا الاغتراب البقاء في لبنان لما كانوا قد غادروا، وأضاف أن أسباب هجرة الأطباء تعود إلى توفر امكانيات متابعة تعليم الأطباء لأولادهم في الخارج وتزويدهم بالعملة الصعبة، كذلك نظراً لاستتباب الوضعين الأمني و الاقتصادي، ورأى سكوري أن قسماً كبيراً من الأطباء الذين هاجروا لبنان هم في عمر الشباب أي في مطلع مسيرتهم المهنية ويمثلون مختلف الاختصاصات على الرغم من سفر قسم هام أيضاً من الأطباء أصحاب الأسماء العريقة وذوي الخبرة من لبنان .

 

كما كشف نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفيسور شرف أبو شرف لموقع سكاي نيوز العربية أيضاً، أن عدد الاطباء الذين هاجروا لبنان تخطى الألف طبيب متوقعاً هجرة المزيد إذا بقي الحال على ما هو عليه .

 

وبحسب النقيب، من الأطباء من هاجروا إلى فرنسا وبلجيكا ومنهم من ذهب إلى دول أخرى لا تطلب افادة من النقابة وهؤلاء لا نعرف عددهم، ويضيف النقيب ابي شرف قد يكون رقم الأطباء غير المهاجرين أضعاف ما هو مسجل .

 

وعزا أبو شرف أحد أسباب هجرة الأطباء إلى التعرفة التي باتت توازي مبلغ 10 دولارات أمريكية، في وقت لم يعد بامكان الطبيب رفع التعرفة على المواطن، وعلى سبيل المثال فإن تكاليف أي جراحة مع متابعة باتت توازي 50 دولار للطبيب فقط .

 

أما بالنسبة إلى الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية يتراوح عددهم بين 700 إلى 800 أستاذ آثر قسم منهم مغادرة لبنان، إذ تشير مصادر مسؤولة في الجامعة اللبنانية إلى ان أعداد الأساتذة الذين غادروا لبنان إلى اماكن لا يمكن تحديدها من دون العودة إلى التعليم الحضوري، مرجحة أن يكون بعضهم قد غادر دون الابلاغ رسمياً عن الأمر، وفي حين تشير المصادر إلى أن بعض الأساتذة وعددهم ليس قليلاً قد ارتبطوا مع جامعات في الخارج ووقعوا عقوداً للعام المقبل لأن ذلك يكسبهم ال  FRESH MONEY  .

 

لكن بعض المصادر أشارت إلى أن الجامعة اللبنانية بعد اليوم لن تستقطب أساتذة من الخارج ممن لديهم الشهادة و الخبرة الجديدة، نظراً لأن الرواتب لم تعد تشكل أي عنصر اغراء لأي استاذ، وذلك سينعكس سلباً على المستوى التعليمي الجامعي في لبنان .

 

وتلفت المصادر إلى ان وجهة الأستاذة ستكون اما الجامعات الخاصة أو الخارج .

 

وكان نقيب المعلمين في المدارس الخاصة رودولف عبود قد أفاد بأن عروضاً كثيرة يتلقاها المعلمين للعمل في دول الخليج كما أشار إلى ان القسم الاكبر بين المعلمين الذين تقدموا بطلبات هجرة هم أفراداً وليسو عائلات، ووجهتهم الأساسية هي الدول الخليجية لأنه لم يعد لرواتبهم أي قيمة إذ أصبح معاش الأستاذ يساوي 200 دولار وفق سعر الصرف في السوق السوداء .