Site icon IMLebanon

الخبز مفقود…والأزمة مفتعلة

 

أشبه بمعضلة لا حلّ لها، باتت أزمة الخبز في بعلبك الهرمل. عودٌ على بدء بين الفينة والأخرى، يبحث الناس عن الرغيف بـ»السراج والفتيلة» من دون أن يجدوه، وكأنّه لا يكفيهم ما يعانونه حتى وصل الأمر إلى لقمتهم التي يحسبون ألف حسابٍ لشرائها.

 

تطلّ أزمة الخبز برأسها كل مرّة بعد أن يستبشر البقاعيون خيراً بتوافر الخبز والطحين، وتفتح الأفران أبوابها أمام الناس وتلبّي حاجاتهم من الرغيف الذي يشترونه بالقطّارة. فبعد غلاء سعر ربطة الخبز توازياً مع ارتفاع سعر صيرفة ودولار السوق السوداء، وصل سعرها في الأفران إلى 30 ألفاً وداخل المحال والسوبرماركت إلى 40، وباتت العائلة المكوّنة من خمسة أشخاص تحتاج يومياً إلى 3 ربطات، بمعدّلٍ شهري يصل إلى 3 ملايين ليرة، ما يوازي نصف معاش موظّف. أكثر من أربعة أيام والخبز شبه مقطوع في بعلبك الهرمل، الأفران تعمل وفق قدرتها، وبحسب كميّات الطحين التي تصلها يومياً ولا تتعدّى للفرن الواحد خمسة أطنان منه، فالفرن الوحيد (أفران نصر الله) ضمن سوق بعلبك يعمل منذ ساعات الفجر الأولى حتى الساعة التاسعة صباحاً، يلبّي حاجات الناس المحيطة، ويشهد زحمة من النازحين السوريين الذين يسابقون السكان المحليين على الصفوف التي تنتظم باكراً، ويقفل بعد أن تباع الكميّات التي صنعها من حصة الطحين المخصّصة له يومياً. بدورها تلبّي أفران بعلبك عند المدخل الجنوبي للمدينة حاجات الموزعين الذين يوزّعون على المناطق والبلدات خارج نطاق المدينة، إضافةً إلى الوافدين للشراء من داخل الفرن، أمّا الفرن الأكبر في المنطقة عند مدخل بلدة دورس (أفران شمسين) فيعمل وفق مزاجية أصحابه وبحجّة عدم توفر الطحين، ويقفل أمام الناس ليقتصر المبيع على الكعك الإفرنجي، فيما يفتح ليلاً كلّ يوم ولساعات قليلة تجنّباً للزحمة والإشكالات.

 

يشكو أصحاب المحال والسوبرماركت من الموزّعين الذين خفّفوا الكميّات التي يسلّمونها إليهم، وبدورهم يشكو الموزّعون من عدم تسليم الأفران في بيروت والبقاع الخبز لهم، ما أدّى إلى انقطاعه على مدار الأيام الأربعة الماضية، ويقول أحد أصحاب السوبرماركت لـ»نداء الوطن»: «إنّ أقلّ من نصف الكميّة التي كان يستلمها من الموزّعين سابقاً يحصل عليها الآن في حال كان الخبز متوفراً، أمّا اليوم فلا يحصل على أكثر من 10 ربطات تباع لعائلتين في ثوانٍ، والسؤال عن الخبز لا ينتهي منذ ساعات الصباح حتى المساء، حيث تشهد أنواع الخبز الأخرى كالمرقوق والتنّور وحتى الخبز المخصّص للريجيم إقبالاً من الناس لسد ّحاجاتهم»، وأضاف: «الأزمة وفق ما يروّج بعض الأفران تتعلّق بالطحين وعدم توفّره إلا بكميّات قليلة جداً، ما ينتج أزمة تطول المواطنين الذين عمد بعضهم إلى شراء الطحين، الذي وصل ثمن الكيس منه (50 كيلوغراماً) إلى مليون وثلاثمئة ألف ليرة لبنانية، لإعداد الخبز في المنزل»، خاتماً بأنّ «هناك أزمة مفتعلة هدفها الوصول إلى تسعير ربطة الخبز بالدولار تماشياً مع القطاعات كافة، وهو أمرٌ لا يمكن أن يتحمّله المواطن».