يعدُّ الخبز من المنتجات الأساسيّة في السوق اللبنانيّة، ويندرج ضمن لائحة الغذاء اليوميّة للأسر اللبنانيّة، بحيث يمكن قياس الطلب اللبناني على هذا المنتج من خلال قياس استهلاك الطحين. ووفقاً لاتحاد مالكي المخابز والأفران، يستهلك لبنان نحو 20 إلى 22 ألف طن من الطحين شهرياً، وينتج نحو 1070 ربطة خبز من كلّ طن طحين.
وفي عام 2012، أنتج لبنان نحو 785 ألف ربطة خبز يومياً، أي ما يساوي نحو 23.5 مليون ربطة خبز في الشهر، ما يعني أن اللبنانيين أنفقوا نحو 23.5 مليون دولار شهرياً على الخبز فقط.
هذه الأرقام، كانت محور دراسة أعدّها مركز البحوث في «بلوم بنك» حول سوق المخابز والأفران في لبنان، نظراً إلى التطوّر الملحوظ الذي تشهده هذه الصناعة محلياً على رغم انخفاض سعر القمح خلال السنوات الخمس الماضية من 831 دولاراً/ بوشل في 2012 إلى 418.5 دولاراً/ بوشل في عام 2016، وانطلاقاً من كون الخبز اللبناني هو المنتج الأكثر مبيعاً في المخابز والأفران الكبرى التي تقدّم شريحة واسعة ومنوّعة من المنتجات. واستندت الدراسة إلى بيانات قدّمها لاعبون محليون في السوق، وإلى مسح ميداني، بهدف تحليل الإنتاج، والهيكل الحديث لسوق المخابز والأفران، والاتجاهات الرئيسة لهذه الصناعة.
هيكل السوق واتجاهاته
تطوّرت المخابز والأفران في لبنان وتحوّلت تدريجاً إلى كيانات تجاريّة تنتج، بالتوازي مع الخبز، مجموعة واسعة من المنتجات القائمة على الطحين، نظراً إلى ارتفاع عدد السكان وتحوّل تفضيلات المستهلكين ونمط حياتهم وعاداتهم الغذائيّة. في حين حافظت الأفران التقليديّة على وجود خجول لها، ولا سيما في القرى الجبليّة وفي أحياء المدن والبلدات، تحت مسمّى «أفران المناقيش»، التي تنتج الخبز العربي التقليدي والمناقيش.
يسيطر خمسة لاعبين أساسيين على 50% من إجمالي السوق المحلية للخبز
يسيطر على السوق المحلية للمخابز والأفران خمسة لاعبين أساسيين، بحسب ما تشير قاعدة البيانات الناتجة من المسح الذي أجراه مركز البحوث في «بلوم بنك»، وهي: «مولان دور»، «وودن بايكري»، «بان دور»، «شمسين» و«السلطان». ويقدّر مدير المبيعات في «وودن بايكري» ميشال شاكر استحواذ الأفران الصغيرة على نحو 45% من السوق، فيما تستحوذ المخابز والأفران الخمسة الكبرى على 55% من إجمالي إمدادات الخبز، ويردّ ذلك إلى العقليّة اللبنانيّة التي تربط بين نظافة المنتج واعتماده على الطرق التقليديّة في الإنتاج، والبعيدة عن المواد الحافظة والمُضافة.
ولناحية تقاسم الحصص في السوق، يتبيّن من المسوح الميدانيّة لمركز البحوث، أن «شمسين» يحتل المرتبة الأولى، إذ تقدّر حصته في السوق المحلية بنحو 21 إلى 23%، يليه «وودن بايكري» بنحو 12 إلى 13%، ومن ثمّ «مولان دور» بنحو 11 إلى 12%، فـ«السلطان» و«بان دور» بنحو 10 إلى 11%، فيما تستحوذ المخابز الأخرى على نحو 45% من إجمالي السوق.
قوى السوق
تقتصر المنافسة بين المخابز والأفران الكبرى على أنواع معيّنة من المنتجات، كون كلّ فرن له منتج معيّن يمتاز به، في حين أن المنافسة الأجنبية شبه معدومة، لأن هذه الأفران لا تقدّم سوى المنتحات الانتقائيّة، مقابل تقديم خطّ منتجات أوسع تحاكي الشريحة الأكبر من تفضيلات المستهلكين في الأفران المحليّة.
مع الإشارة إلى أن تكوين الإيرادات يتمّ بنسبة 50% من مبيعات الخبز اللبناني، وبنسبة 50% من المنتجات الأخرى المصنوعة من الطحين.
من هنا، يلاحظ أن حضور هذه الأفران والمخابز يتفاوت بين منطقة وأخرى، بحيث تتقاسم السوق في ما بينها وفق العامل الجغرافي – الطائفي. وأكثر تحديداً، يبرز كلّ من «مولان دور» و«وودن بايكري» و«السلطان» في أسواق جبل لبنان وجبيل، سواء لناحية الفروع المنتشرة أو لناحية حصتها من الإمدادات والتوزيع. فيما يبرز «شمسين» كلاعب قوي في الجنوب والبقاع.