تحدث المسؤول الأول نفسه في أعرق مركز أبحاث أميركي، بل في أفضل مركز أبحاث في العالم على الإطلاق، عن دوافع دخول المملكة العربية السعودية حرب اليمن، قال: “من الدوافع التنافس داخل العائلة المالكة. ومنها أيضاً حماسة الشباب من “الحكّام” فيها وعدم امتلاكهم الخبرة الكافية واللازمة. ومنها ثالثاً الخوف من خطر إيران الشيعية عليها. وهو خوف حقيقي ومبرَّر. ومنها رابعاً اليأس من أميركا التي ظنّت السعودية أنها اتفقت أو ستتفق مع إيران عليها، أو أنها ستترك المنطقة بل تتخلى عنها لأن أوليتها الحالية هي تطويق الصين أو بالأحرى احتواؤها التي تتحضّر لتصبح دولة عظمى يوماً ما توسعية في بحر الصين الجنوبي تؤذي الحلفاء المزمنين لأميركا. كل هذه الدوافع غير صحيحة، وهذا النوع من التفكير خطأ. ان وليّ وليّ العهد السعودي متحمّس جداً. يذكرني بالأيام التي كنت فيها أستاذاً جامعياً. كنت في حينه أقول لطلابي: أنتم أذكياء كلكم. وربما أنتم أكثر ذكاءً مني. لكن ما أتميّز به عنكم هو الخبرة والجدية. حرب اليمن أفقدت السعودية محبة اليمنيين لها بعد تعرضها لدمار شامل، وخيّبت أملها في حلفائها وأصدقائها الذين كانت تعوّل عليهم، وتعتقد أن مجرّد مساعدتهم مالياً (مثل مصر) وتمويلها لمشروع نووي مدني وعسكري ناجح (مثل باكستان) سيجعلانهم يرسلون جيوشهم البرية لمساعدتها (أي المملكة) في اجتياح اليمن والقضاء على الخطر الإيراني الآتي بواسطته. هذه سذاجة. تطلب منهم ذلك ولا تستشيرهم، كيف؟ علماً أنهم رفضوا رغم حاجتهم الى المساعدات المالية”. علّقت: حرب الـ30 عاماً التي أشرت إليها في بداية حديثنا انتجت نهضة في أوروبا والغرب عموماً، واحتمال أن تكون حروب سوريا والعراق واليمن وليبيا وربما غيرها مستقبلاً شبيهة بها قائم. لكنني وبكل صراحة لم أعد واثقاً أن نتيجتها عندما تنتهي ستكون نهضة إسلامية وعربية عمادها الاسلام المُعتدِل. ثم سألت: ما رأيك في العلاقة بين أميركا وإيران بعد الاتفاق النووي؟ وهل تعتقد أنها ستتطوّر إيجاباً؟ أجاب: “سؤال جيّد. أعتقد أن المهم الآن هو إدارة تنفيذ الاتفاق النووي كي لا تحصل تعقيدات تجهضه. طبعاً إيران وأميركا والمجموعة الدولية 5+1 تريد تنفيذه. اذا سار ذلك جيداً فإن بعض التعاون قد يحصل في السنوات المقبلة بين طهران وواشنطن في أفغانستان وربما في العراق أو سوريا. لكن من دون أن يكون ذلك بداية علاقة جديدة وجديّة بين الدولتين. يعني ذلك أننا نستطيع أن نحكي مع محمد جواد ظريف كثيراً ونضحك ونتمازح ويصورنا الإعلام. لكن ذلك لا يعني شيئاً. فالقرار ليس عنده”. علّقت: ما تقوله صحيح. لكن في واشنطن وعواصم عالمية أخرى اقتناع بأن هناك صراعاً دائماً وعنيفاً بين المتشددين والمعتدلين في إيران، ذلك ليس صحيحاً أو هو مبالغ فيه، روحاني وخامنئي واحد. والاخير يقود الانفتاح على الخارج وهدفه المحافظة على النظام الاسلامي في الوقت نفسه. لكنه يقول لا نستطيع أن نكوّع خلال مدة وجيزة بعد 37 سنة من تعبئة شعبنا وشحنه ضد الشيطان الأكبر أميركا. سألت: ماذا عن روسيا؟ أجاب: “روسيا حددت هدفاً لها ودرست كلفته ثم نفّذته. وهو ابقاء الأسد في موقعه لكن في مناطقه بعد تنظيفها وتحصينها، وإضافة تدمر إليها. لكن السؤال الذي يُطرح هو هل عنده خطة أخرى مكمِّلة؟ هل هناك مرحلة ثانية لتدخله تهدف الى إعادة سيطرة الأسد على سوريا كلها؟ أنا لا أعتقد ذلك. ما رأيك أنت”. أجبت: أنا أوافقك. لا أعتقد أن لديه خطة للمتابعة رغم نجاحه. ذلك أن ظروفه وأوضاع بلاده ليست سهلة. وهو لا يريد أفغانستان جديدة. لهذا السبب قد يكتفي بما حقّق، علّق: “تماماً. أنا على كل حال لم أكن مع سقوط الأسد بالسرعة التي كان يتمناها الآخرون وخصوصاً بعد بدء “داعش” نشاطه الإرهابي. ومكافحته أولاً أفضل. روسيا وتحديداً بوتين لعِب جيداً”. سألت أخيراً: هل صحيح ما سمعته من أكثر من شخصيته في واشنطن عن وزير خارجيتكم جون كيري، مثل أنه “سيناتور” وليس وزير خارجية، ومثل أن نظيره الروسي سيرغي لافروف أكثر ذكاءً منه وتالياً يؤثر فيه أو يتلاعب به؟ فكان جوابه ضحكة عريضة مع “لا أريد أن أعلّق”.
ماذا في جعبة مسؤول عتيق في منظمة يهودية أميركية تتولى ومن زمان الدفاع رسمياً داخل أميركا عن إسرائيل ومصالحها؟