ليست عروس الجنوب، لأن الرئيس سعد الحريري زارها.
وليس لأن والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري انطلق منها، الى بيروت والى لبنان كله.
بل، لأنها عروس الجنوب.
منها انطلقت الحرب.
وفيها ترعرع السلام.
صحيح، أن رصاصات الحرب، لعلعت فيها، وان النائب الراحل معروف سعد استشهد فيها.
بل، لأن المعركة على الجيش، بدأت فيها.
ولأن رصاص الحرب لعلع في أجوائها.
والعاصمة الثالثة للبنان، بعد بيروت وطرابلس، حملت دياجير الظلام.
ومنها كان الرصاص على الجيش، وليس على بوسطة عين الرمانة وحدها…
ولو عرض المؤرخون تفاصيل الحرب، في العاصمة الثالثة، لوجدوا أسماء ضباط كبار وشهداء خضّبوا بدمائهم عاصمة السنيورة وأسواق الأكيدنيا، قبل أن يظهر فؤاد السنيورة، ويصبح رئيساً للوزراء، بعدما عمل كاتباً يسجّل أقوال رفيق الحريري وآراءه، ويخلفه في نيابة صيدا، الى جانب الشقيقة بهيّة. وفي جوار المخيم الفلسطيني.
صيدا، التي زارها الليلة الماضية الرئيس سعد الحريري، ليبارك لمدينة والده الشهيد الانتصار، هي صيدا التي استشهد على مكاتبها القضاة الأربعة، وصنعوا برحيلهم معجزة الصمود في عروس الصمود.
كانت صيدا في الانتخابات البلدية في الجنوب عروس الجنوب وليس عاصمة لبنان فقط، لأن العاصمة تبقى عصيّة على العدوان، ومعصومة عن الحروب الآنية.
ويوم دفعت عاصمة الجنوب، ثمن الشهادة قبل أكثر من نصف قرن، كانت ترسي مستقبل لبنان على أسس من المحبة والوئام، وليس على أنقاض حرب ذهبت مع الريح!
***
وصيدا، الباهرة في تاريخها، والعظيمة في أمجادها، هي عاصمة المواجهة لاسرائيل، والحاجزة مقعدها، في كتاب الأمجاد الغابرة والحاضرة.
صيدا، الراتعة على ضفاف البحر، والراقية في احتضان معالم الفكر والأدب، هي العاصمة الأولى تواضعاً في حمل رسالة أمجاد روّاد التاريخ الذين غمروها بأمجادهم، وعرّفوا العالم على قادتها العظام.
والتاريخ، ليس مجرّد سرد لأخبار كبار، بل هو تفاعل بين ماضٍ عريق، ومجد أثيل، ليؤكد للعالم كله، أن مدينة الأسماك لا يخفت لها صوت في الدنيا، لانها هي الشمس التي لا تغيب.
في المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية، وقف الناس بعد منتصف الليل، وهم يرحّبون بالرئيس سعد الحريري، يهتفون بكلام مقتضب مفاده ان عاصمة الصيّادين هي عاصمة لبنانية ونقطة علي السطر.
لا أحد يغيب اعجابه عن عاصمة رقصت على أبوابها معظم الناس، لأن العاصمة الجنوبية هي عاصمة لبنانية بكل تواضع!!