هل كان يوم أمس، يوم جمهورية العميد؟
لا أحد يجزم.
ولا أحد إلاّ ويحلم.
مجموعة من السياسيين كانوا هناك.
في كابيلا ابراهيم اده التقوا.
معظمهم تذكّروا العميد.
عادت بهم الذاكرة الى بيار اده.
لا، لأن نجله كارلوس اده كان هناك.
ولأن خمسة عشر عاماً انقضت على رحيل ريمون اده.
بل لأن كارلوس اده، عاد الى لبنان قبل سنوات.
لا للوراثة، بل ليقول للقاصي والداني، ان العميد باقٍ. لم يرحل، لم يغب.
كان والد كارلوس حاضن الليرة اللبنانية.
وكان عمّه حاضن الديمقراطية.
وهو الملاذ الأخير للحريات.
وكان الجد الكبير اميل اده الرمز الأكبر للسياسة، في بلد السياسة والاستعمار، والانتداب، والاستقلال.
رحل العميد وظلّ طيفه حاضراً.
تقاطر، وزراء سابقون ونواب الى رأس النبع.
لا لينهلوا، ما يطفئ غليلهم الى العطش.
بل، لأن عطشاً واحداً ينغص حياتهم:
رحلت الجمهورية ورحل معها ظلّ الرئيس الأول.
المشكلة في لبنان، ضائعة ومموّهة.
٨ آذار لا تريد رئيساً بسرعة.
ربما لأنها ليست متسرعة.
ولا للحصول على رئيس كيف ما كان.
و١٤ آذار تسعى الى تجميع النواب.
ربما تريد رئيساً أياً كان.
إلاّ أن العقدة الضائعة، هي المجيء برئيس يرئس الجمهورية.
ويرحل، كما رحل سواه.
والناس، تريده قائداً.
لا مجرد جامع أصوات.
***
اللبنانيون، متعطشون الى رئيس.
يريدونه حاكماً، لا محكوماً.
كان البطريرك الياس الحويك، يناضل، لدى ذهابه الى فرنسا، يسعى الى تكبير لبنان، خوفاً عليه من التصغير.
عندما ذهب الرئيس نبيه بري الى فرساي، سألوه لماذا كان صاحب الغبطة يخاف من تكبير لبنان، ويقلق عليه من تصغيره.
وعقب أحدهم بأن التكبير كان يخيفه من الاجتياح، وان التصغير كان يقلقه من العصر.
أي انه مظلة التنوّع وحدها، تحفظه من الاجتياح والعصر.
أواخر الشهر الحالي، ثمة تكريم للعميد في نقابة المحامين، دعا اليه رفيق عمره المحامي جان حوّاط.
وثمة في الاحتفال، كلمة لحاكم المنطقة ٣٥١ في لبنان، الأردن والعراق.
ماذا عساه أن يقول الحاكم لويس بو فرح في منطقة يتعرّض فيها المسيحيون للزوال.
الليونزية كانت هي الحلّ.
١٣٦ دولة في العالم، من معظم الأصقاع.
ومن مختلف الأقطار.
تجمعها أندية مؤمنة بالعيش، وتمارس التعايش، وتتقيّد بمبادئ الديمقراطية والتغيير، تعطي العالم دروساً في سلامة الأوطان والأفراد.
كان لويس بو فرح، داعية للحرية ورمزاً للفكر الديمقراطي، ولا يزال يقود مؤسسة ملفين جونز بعقلية المحامي، وبروحية الحوار وذهنية الانفتاح.
والحاكم يقود ولا يتحكّم.
وهذا ما جعله عنواناً للمحبة، وداعية الى العصمة، وإن كانت العصمة لله وحده.
لكن لويس بو فرح، حرص ويحرص على أن تبقى الليونزية جامعة للقيم، والخلق أحياناً يكون مرادفاً للحكمة، وهذا ما جعله حاكماً للمنطقة ٣٥١، حراً، وفارساً من فرسان الانسانية.
وبوجوده، تكتمل الفرحة في ذكرى العميد، وان يكون الحاكم أبرز من يتحدثون عنه.