Site icon IMLebanon

مجموعة «البريستول» تداعت لاجتماع قريب لبحث الوضع الخطير

 

الكل يذكر كيف بدأ التصدّع السياسي في فريق 14 آذار، مع خروج رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من ذلك التحالف في شهر آب من العام 2009، وحينها اعلن بأن: « تحالفنا في مرحلة معينة تحت شعار 14 آذار مع مجموعة من الأحزاب والشخصيات، وبحكم الضرورة الموضوعية التي حكمت البلاد آنذاك، فإن ذلك لا يمكن أن يستمر، إذ علينا إعادة التفكير في تشكيلة جديدة أولاً داخل الحزب، وثانياً على الصعيد الوطني، من أجل الخروج من هذا الانحياز والانجرار الى اليمين، والعودة إلى أصولنا وثوابتنا اليسارية والعربية والنقابية»، مع ذلك توالت المواقف المخيّبة لذلك الفريق، فكان انتقال رئيس الحكومة سعد الحريري للإقامة في الخارج ضمن فترة معيّنة ، ومن ثم اتساع مساحة الاختلاف حول ملفات عدة بين الافرقاء المسيحيّين المنضوين تحت راية 14 آذار، والذي اودى بالحياة السياسية لذلك الفريق فوصل الى الخراب وبالتالي الى إحباط جمهوره المستمر لغاية اليوم، اذ وبعد كل تلك السنوات وجراء العراقيل والعقبات التي وُضعت امام مكوناته على مدى سنوات، تلاشى الحماس الذي كان طاغياً في نفوس مؤيدي ومناصري ما كان يسمى «ثورة الارز» وازيل شيئاً فشيئاً، حتى وصل فريق 14 آذار الى الهاوية ، فكانت النتيجة الاطاحة بالثورة والانتفاضة وحتى بالشهداء، وحينها تأكد الجميع بأن 14 آذار انتهت الى غير رجعة .

 

الى ذلك، وانطلاقاً مما جرى على مدى تلك السنوات، وبالتزامن مع ما يجري اليوم من احداث خطرة وأوضاع مقلقة، ينقل مصدر سياسي برز بقوة في فريق 14 آذار، بأن إمكانية عودة هذا الفريق غير مستبعدة، لان روحيته باقية ولن تزول، خصوصاً انها أظهرت الإرادة الصلبة للبنانيّين، عبر رفع الوصاية السورية عن لبنان، لذا وإنطلاقاً مما يحدث اليوم نأمل إعادة تكوين هذه الوحدة مجدّداً.

 

ورأى المصدر بأن «ثورة 14 آذار» التي عمّت الساحات منذ 14 عاماً، حققت الإنجازات عبر أركانها وجمهورها، لكن المطلوب اليوم إرادة وطنية جامعة، تنطلق من جديد من رحمها. لافتاً الى أركانها الذين فجرّوا تلك الثورة على أثر قمعهم، كالراحل سمير فرنجية الذي أسّس «قرنة شهوان»، والى رمزية سجن الدكتور سمير جعجع، وإستشهاد رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، الذي احدث زلزالاً قاد الى تلك الانتفاضة، إضافة الى مشاركة وليد جنبلاط الذي لولاه لما كانت تلك الثورة. مبدياً آسفه لان البعض فضّل أولوياته الطائفية والمذهبية ومصلحته وحساباته الخاصة خلال فترة زمنية اوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم، فأعلن انه يبحث عن إستقرار البلد اولاً، حتى ولو كان على حساب السيادة ومن خلال المقايضة مع فريق معيّن، فإعتبر خياره هذا الأفضل والأسلم، فيما النتيجة اننا حصلنا على انهيار الدولة، وكل هذا افسد «ثورة 14 آذار».

 

كما إستذكر المصدر بعض المراحل التي عاشها لبنان، ومنها في العام 1969 حين هيمن السلاح الفسطيني على البلد، ما فرض إتفاق القاهرة ، ومن بعده إندلعت الحرب في العام 1975 وما رافقها من ويلات، وفي العام 2005 إستشهد الرئيس رفيق الحريري، فكان ثمن الوصول الى الاستقرار إعطاء جزء من السيادة للبعض، في حين اننا لم نحصل سوى على إنهيار البلد.

 

وحول إمكانية إستعادة تلك الانتفاضة اليوم، أشار الى وجود امل لان السياسة كالمواسم قابلة للتغيّير، فنحن في مرحلة صعبة، لكننا لم نفقد الامل بإعادة تكوين إرادة صلبة. كاشفاً عن اجتماع قريب لعدد كبير ممن كانوا في لقاء « البريستول» وخصوصاً الشخصيات البارزة والتي توّلت مسؤوليات سياسية كبرى، لبحث الاوضاع الخطرة وإتخاذ المواقف ،لان البلد وصل الى الهاوية ولا من يسأل ، املاً ان يؤسس هذا اللقاء لمرحلة جديدة .