بات يجب على حزب الله خوض معركته الانتخابية وحيداً في بلدة بريتال. فضّ الاتفاق بينه وبين حركة أمل، قبل يوم واحد فقط من إعلان لائحة «التنمية والوفاء لشهداء بريتال»، وقبل يومين على إعلان لائحة «إنماء بريتال» المنافسة. سحبت حركة أمل مرشحيها بسبب «عدم التوافق على لائحة موحدة» في البلدة مع الحليف «حزب الله».
مصادر متابعة لشؤون الانتخابات في بريتال قالت لـ»الأخبار» إن أمل كانت قد سمّت 3 مرشحين (من أصل 18)، على لائحة التحالف مع حزب الله. لكنها عادت وطالبت بثمانية مرشحين، مشترطة أن يكون منهم نائب الرئيس. وتقول المصادر إن الحركة رفعت سقف مطالبها بهدف الانسحاب من اللائحة. فابن البلدة، القيادي في حركة أمل، بسام طليس، يمون على البلدية الحالية، المحسوب رئيسها على الشيخ صبحي الطفيلي. أما حصوله على 3 مقاعد في بلدية يقودها حزب الله (في حال فازت لائحة الحزب)، فسيخفف من قدرته على التأثير في المجلس البلدي. ودفعه ذلك إلى الانسحاب من التحالف مع الحزب، وإعلان الوقوف على الحياد. وتؤكد المصادر أن مناصري «الحركة» في بريتال سيدعمون اللائحة المحسوبة على الطفيلي.
انسحاب «أمل» لم يمنع حزب الله من إكمال معركته التي بدأها في بريتال، حيث أضاف أسماء 3 مرشحين آخرين بدل مرشحي أمل المنسحبين، وأعلن اللائحة مكتملة بـ18 مرشحاً، في احتفال تحدث فيه وزير الصناعة حسين الحاج حسن. ومن المقرر أن تكون رئاسة البلدية، في حال فوز اللائحة، مداورة بين 3 أشخاص من عائلات بريتال الثلاث الكبرى: طليس وإسماعيل ومظلوم. وقال الحاج حسن إنها «المرة الأولى» التي يشارك فيها حزب الله في الانتخابات البلدية في بريتال، وفي «تشكيل لائحة انتخابية»، واضعاً ذلك في خانة «المشروع السياسي والوفاء للشهداء ولفلسطين»، ومن أن بريتال «لا يمكن أن تكون إلا حافظة لدماء الشهداء وللكلمة الحرة والوفاء لدماء الشهداء».
والإكثار من ذِكر الشهداء في الخطاب مردّه إلى أن المعركة ما كانت لتكون لو لم يضغط أهالي الشهداء على قيادة الحزب. فبعد تصريحات الطفيلي المسيئة لشهداء المقاومة في سوريا، أصرّت عائلات الشهداء على خوض معركة لانتزاع البلدية من مؤيّدي الطفيلي. فالبلدة موالية لحزب الله الذي حصلت لائحته في الانتخابات النيابية الأخيرة على أكثر من 90 في المئة من أصواتها. ورغم ذلك، لم يخض الحزب الانتخابات البلدية فيها منذ عام 1998، ما أوحى بأن البلدة موالية للطفيلي.
رئيس بلدية بريتال الحالي، عباس زكي إسماعيل، والمرشح في لائحة «إنماء بريتال»، كان قد عرض على الحزب أن يُعلن تأييده له. لكنّ قربه من الطفيلي لم يُرضِ عائلات الشهداء. وخلال إعلانه لائحته أمس، قال إسماعيل إن «كل مسلم، سواء حزب الله الذي يجاهد بقناعته ويقينه أنه يدافع عن الإسلام ودين الله الحنيف، أو غير حزب الله، هو شهيد، سواء كان يقاتل ضد العدو الإسرائيلي أو في مكان آخر من سوريا وحتى آخر الدنيا، وهذا رأي أجمع عليه فقهاء الإسلام». في باحة المركز الثقافي لبلدة بريتال، الذي شيّد في المكان الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في حرب تموز 2006، أعلن إسماعيل لائحة «إنماء بريتال»، مؤكداً أن بريتال «حاملة راية المقاومة»، مبدياً حزنه «لتحول اسم المقاومة ورايتها للاستثمار الرخيص»، مع تشديده على أن المقاومة «أكبر من أي منصب أو موقع، وحرام علينا أن نوظفها في سبيل أهداف صغيرة واستثمار لغايات آنية، فالمقاومة هي عزنا وفخرنا وسبيلنا إلى الحياة، فلنترك الشهداء في عليائهم ولا نسئ لهم باستعمالهم قميص عثمان عند كل منعطف ضيق». وتوجه إسماعيل إلى «القيّمين على المقاومة» بالتنبه والحرص لما يحصل باسم المقاومة، وهو ما قد يؤدي إلى «هوّة كبيرة بينها وبين أهلها، إذا ما استمر البعض في هذا الأداء». كذلك وجّه إسماعيل عبر «الأخبار» شكره لحركة أمل على «موقفها الذي يدل على وعي القيادة وثقتها بأهالي بريتال، وحسن اختيارهم بعيداً عن الحسابات السياسية».