IMLebanon

ربوا الوحش الصغير «داعش» ولما كبر خافوا منه..؟!

في ندوة نظمتها صحيفة «وول ستريت جورنال» قال الرئيس الاميركي باراك أوباما، إنّ الشرق الأوسط يمر بتحوّلات جذرية، مبدياً تفاؤله بمسار الحملة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» («داعش»).

هذا الكلام مهم جداً، وقد صدر عن رئيس أكبر دولة في العالم… لكن ومن أسف نقول إنّ كلام الرئيس أوباما ينطبق عليه المثل القائل «كلام الليل يمحوه النهار»…

قد لا نغالي إذ نقول، إنّه لم يمر بتاريخ الولايات المتحدة، رئيس ضعيف، متردّد، يغيّر رأيه في اليوم الواحد عشر مرات، كالرئيس أوباما.؟!

فلو عدنا الى بدايات الثورة السورية قبل ثلاثة أعوام، حيث بقيت (هذه الثورة) نحو ستة أشهر سلمية مئة في المئة… والجيش السوري يتصدّى للمتظاهرين بالسلاح والدبابات، يقتل يميناً ويساراً، ولم تفعل أميركا شيئاً رغم كل التصريحات التي كانت تتوالى..

وعلى الرغم من كل الإستعدادات العسكرية الكبيرة التي بدأها الجيش الاميركي، والإستعدادات اللوجستية، التي تعززت بإرسال حاملة الطائرات وقوات المارينز…

حبس العالم أنفاسه، وهو يتوقع أن تلقن القوات الاميركية النظام السوري درساً، كما فعلت في العراق، حيث أسباب الاحتلال الاميركي لهذا البلد جاءت متطابقة مع تلك التي أراد أن يحتل بها سوريا… فكانت المفاجأة، على خلفية العلاقات السرية مع النظام السوري الذي يدافع عن إسرائيل منذ العام 1973، وشارك في القضاء على المقاومة الفلسطينية تحت شعار «تحرير فلسطين»؟!.

فجأة توقف الاميركيون عن الحملة العسكرية، وأخذ الرئيس أوباما يبحث في «الطرق السلمية»، وكيف يمكن تدمير الاسلحة الكيميائية، التي أثبتت الامم المتحدة أنّ النظام استعملها أكثر من مرة..؟!

وللتاريخ نقول، إنّه في بدايات الثورة السورية لم يكن هناك متطرف واحد، و»إرهابي» واحد… وبقيت الثورة سلمية مئة في المئة ونظيفة من دون أي تطرف..

من أسف، وبسبب تخاذل المجتمع الدولي، الذي لم يقدم أي حماية للشعب السوري الأعزل، الذي واجه البراميل المتفجرة، والدبابات بصدور عارية، بدأ التطرّف يدخل الى سوريا…

نظرة سريعة الى الوراء، فإنّ «أبو مصعب الزرقاوي» زعيم «القاعدة» في العراق، أراد صدام حسين أن يهدد الاميركيين به، فهرب الى سوريا، واستخدمه النظام الذي كان يرسل يومياً السيارات المفخخة الى العراق، ومنذ ذلك التاريخ لا يزال العراق يعاني حتى اليوم من السيارات المفخخة..

وهكذا، «داعش» و»النصرة» وغيرهما من التنظيمات المتطرفة جاء عناصرها من السجون السورية والعراقية.. والكل يعلم أنّ النظام العراقي أفرج عن 800 عنصر من «داعش»، والنظام السوري أفرغ السجون السورية من المتطرفين الاسلاميين وزوّدهم بالسلاح لكي يقوموا بالأعمال التخريبية ليثبت النظام للعالم انه يحارب الارهاب..

جدير بالملاحظة، أنّ جيش النظام لم يتعرّض لـ»النصرة» في دير الزور، أو حلب، أو أية منطقة في سوريا، في وقت كان يرمي البراميل المتفجرة، ويطلق الصواريخ على «الجيش الحر» وعلى الثوار..؟! وهذا يدعونا الى القول، إنّ الرئيس الأميركي، لو أراد فعلاً أن يقضي على «داعش» لكان تدخل في بداية الأزمة، وما انتظر تربية الوحش الصغير، حتى إذا كبر خاف منه..؟!