IMLebanon

تفجيرات بروكسيل والانتخابات الأميركية

استخدم معظم المرشحين الاميركيين لمنصب الرئاسة التفجيرات الارهابية في بروكسيل، والمؤتمر السنوي للجنة الاميركية – الاسرائيلية للشؤون العامة (ايباك) التي تمثل اللوبي المؤيد لاسرائيل، لتأكيد دعمهم القوي وغير المشروط لاسرائيل واسترضاء الناخبين اليهود، ولتصعيد هجماتهم على ارهاب الجماعات الاسلامية المتطرفة، واتهام الرئيس أوباما بالتقصير في مكافحة “داعش”. وبينما جدّد المرشح الجمهوري المتقدم دونالد ترامب دعوته لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، دعا منافسه الجمهوري السناتور تيد كروز أجهزة الشرطة المحلية تفتيش “الاحياء المسلمة” لضمان عدم انزلاقها الى التطرف. ومواقف ترامب وكروز، فضلاً عن انها غير قانونية، غير واقعية. ويبدو ان مستشاري كروز لم يشرحوا له أن الغالبية الساحقة من الاميركيين المسلمين لا يعيشون في “أحياء مسلمة” كما هو حال شريحة كبيرة من المسلمين في دول اوروبية مثل فرنسا. وتعرض اقتراح كروز تفتيش الاحياء المسلمة لانتقادات لاذعة بينها من مدير شرطة مدينة نيويورك الذي ذكره بأن عدد رجال شرطة نيويورك من المسلمين يصل الى 900.

الصوت الوحيد الذي بقي خارج هذه الجوقة، كان المرشح الديموقراطي – الاشتراكي بيرني ساندرز الذي انتقد بنيامين نتنياهو “اليميني” لسياساته الاستيطانية واستخفافه بالرئيس أوباما حين خاطب الاميركيين من الكونغرس دون استشارة الرئيس الاميركي. وتعهد ساندرز في حال انتخابه ان يعمل على تحقيق السلام كصديق لاسرائيل وللشعب الفلسطيني.

وحتى بالمقاييس المتدنية لاسترضاء القوى المؤيدة لاسرائيل، كان خطاب هيلاري كلينتون نافراً وينضح بالتزلف… ودعت كلينتون الى تعزيز التعاون التقني والالكتروني واقامة شركة في هذا المجال يتعلم فيها “الأميركيون الكثير” من اسرائيل. كذلك اتخذت مواقف متشددة للغاية ضد ايران ودعمها للارهاب، وتعهدت دعوة نتنياهو الى البيت الأبيض في بداية ولايتها، كأنها تريد من جمهورها ان ينسى انها وافقت على انتقادات أوباما للاستيطان الاسرائيلي حين كانت وزيرة خارجيته، كما حين بدأت المحادثات السرية بين واشنطن وطهران!

خطاب ترامب كان لافتاً لأكثر من سبب. وللمرة الأولى تلا نصاً مكتوباً – لئلا يقفز كعادته من موضوع الى آخر – ولضمان عدم احراج نفسه أو احراج “ايباك”. ولكنه، بهجماته وتحقيره للرئيس أوباما، اضطر “ايباك” في اليوم التالي للخطاب الى الاعتذار من الرئيس وابعاد نفسها عن مواقف المرشح، على رغم ان الجمهور العريض رحب بمواقف ترامب وتعهداته ومنها نقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس.

تفجيرات بروكسيل ألقت بظلها على السجال الانتخابي، وبدا ان جميع المرشحين من ديموقراطيين وجمهوريين يفتقرون الى تصورات واضحة عن سبل مواجهة “داعش” عسكرياً واستخبارياً والكترونياً، أو حل النزاعات الأخرى في المنطقة.