فجاة وفيما الانظار متجهة الى اعتراضات رئيس الجمهورية على بنود في الموازنة، كما على خطة النهوض ، حيث المطلوب ان «نتحمل بعض» بحسب رئيس الحكومة، اذ ان الشعب «تخنها» لجهة مطالبه التعجيزية، انتفض وزير البيئة الذي لم يتكلم طوال الجلسة ليكتشف في ربع ساعتها الاخير ان «الماي عم تمرق من تحتهم» و»استغيبوهم وما سالوهم» لتمرير تعيينات لا علم لهم فيها، والانكى توزيع اجواء ان كل المقررات التي اذيعت لم يجرِ التصويت عليها، ما يطرح علامة استفهام كبيرة وسؤالا اكبر «وين كانوا الشباب ما انتبهوا ان الموازنة اقرت دون علمهم وتم الانتقال الى بند جديد»؟
واذا كان ثمة من يعتقد ان جلسات الحكومة طارت الى غير رجعة، بحسب ما بدأ التسويق له فان مصادر مطلعة جزمت ان العودة الى تعطيل مجلس الوزراء ليس واردا عند الثنائي الشيعي، وان ثمة اتصالات بدأت لحل العقدة التي استجدت، وان كانت دخلت على الخط بعض العوامل والشروط، التي اوحت بان ما يحصل «تكبير للحجر» اكثر منه «مشكل حقيقي».
وتشير المصادر الى ان رئيس الجمهورية وعندما بادر وزير الدفاع الى طلب الكلام، بعد انتهاء المداولات حول الموازنة، اشار الى ان ثمة مرفقا عاما «قد يتعطل» في حال عدم اكمال هيئته، طارحا الاسماء، اعترض الوزير مرتضى معتبرا ان الامر لم يعرض عليهم مسبقا، فطلب اليه «الجنرال» في حال وجود اعتراض على الاسماء ان يطرح اسماء بديلة، والا لا مشكلة في تأجيل بت الملف الى الجلسة المقبلة، لكن الهرج والمرج الذي جرى داخل القاعة، والنبرة العالية التي سادت، دفعت برئيس الجمهورية الى رفع الجلسة، خوفا من تطور الامور الى الاسوأ.
واعتبرت المصادر ان الاتصالات الجارية تدور حول اكثر من حل للخروج من الازمة، منها طرح تعيين المدير العام المساعد في امن الدولة على جدول اعمال الجلسة المقبلة، على ان يتبع ذلك تمرير تعيينات ضرورية، معتبرة ان ليس من مصلحة احد ضرب التعيينات الامنية، فالثنائي الشيعي معني بالتعيين في امن الدولة، كما رئيس الجمهورية الذي «مش من مصلحته» ضرب جهاز «محسوب عليه» اقله وفقا للاعتقاد السائد بين الناس، كاشفة عن «قطبة مخفية»، قد تكون فرضت هذا الاخراج، وهي قد تظهر في غضون ايام، تتعلق بالجهاز نفسه .
فما الذي حصل ولماذا قرر الثنائي فجاة «الانكار قبل صياح الديك؟ اكيد ان المسالة ليست مسألة عدم معرفة او معرفة، فمتابعة وسائل الاعلام كفيلة بان «يعلم الغايب الحاضر « بكل الامور، والاسماء التي طرحت كانت معلومة من قبل «آخر لبناني» فكيف بالاحرى، الوزراء والمسؤولون. اما حجة «ما خبرتونا قبل» فهي لا تنطبق على مسألة البنود من خارج جدول الاعمال، وثالثا، والاهم لماذا «اقترف الثنائي خطيئة بحق ذاته، بهذا الحجم»؟
بين تلاميذ «الاستيذ» السابقين، من يقول ان المسألة واضحة «فالشمس شارقة والناس قاشعة»، ثمة صفقة ما تجري في مكان ما تحت طاولة ما، شروطها المجهولة «اليوم بمصاري بكرا ببلاش»، فما حصل قد يكون «مسرحية» تقدم المخرج للجميع في كثير من الملفات العالقة، تبدأ بمرسوم ترقيات ضباط 1994، ولا تنتهي بمرسوم حراس الاحراج، مرورا بتعيينات ادارية ملحة، لينهي، «الايام جايي» ، فما حصل ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد، ومن يراقب ردود فعل «ربعنا» على وسائل التواصل الاجتماعي، يفهم من الاشارة، فالمطلوب كان تمرير الموازنة كما هي لتحال الى المجلس تحت ستار من دخان وهمي، وفي ساحة النجمة قصة تانية، ومن يعش يرَ.