سبعةُ أيامٍ ويكون لبنان الرسمي في باريس في مؤتمر سيدر واحد.
يوم الجمعة المقبل يُفترض أنْ يبدأ المؤتمر، الذي طال انتظاره ليضع لبنان على سكة إعادة النهوض، لجهة انطلاق البنى التحتية المحفزة للإستثمارات.
إنّه تحدٍ كبير محفوف بالمغامرة والآمال، لأنَّ ما يطلبه لبنان ليس بالشيء القليل، بل بما يقارب ال17 مليار دولار على شكل قروض ميسرة، وإذا ما نجح لبنان في إقناع الدول المانحة في تقديم هذه القروض، فإنَّه يكون بذلك قد حقق أمرين:
إيجابي وسلبي في آن:
الأمرُ الإيجابي هو تحريك عجلة الإقتصاد في البلد، والأمرُ السلبي هو بلوغ الدين العام في لبنان مئة مليار دولار للمرة الأولى في تاريخه.
يذهب لبنان إلى سيدر واحد وهو متسلح بالموازنة العامة للعام 2018، التي تمّ درسها في لجنة المال والموازنة وإقرارها في مجلس النواب بسرعة صاروخية.
وكان أحد شروط انعقاد مؤتمر سيدر واحد أنْ يكون لبنان قد وضع موازنته للعام 2018. صحيحٌ أنَّ لا إصلاحات أساسية وُضعت في الموازنة، ولكن ما يمكن التأكيد عليه أنَّ الموازنة شهدت تخفيضات راوحت بين ١٥% و٢٠%، وهذا أمرٌ لا بأس به، بعدما كانت كل الموازنات السابقة تصاعدية.
المفارقة أنّ جلسة إقرار الموازنة العامة شهدت حضور عددٍ كبير من النواب غير المرشحين، وكأنهم يحضرون في جلسات وداعية، فيما غاب معظم النواب المرشحين الذين بدوا وكأنهم في سباق مع الوقت في حملاتهم الإنتخابية، باعتبار أنَّ المهلة الفاصلة عن السادس من أيار تمتد لخمسة أسابيع فقط.
التحدي الأكبر بالنسبة إلى المرشحين هو الصوت التفضيلي الذي يقلقهم، والسؤال الكبير الذي يطرحونه على أنفسهم هو:
كيف بالإمكان معرفة أنَّ الناخبين الذين يعطوننا وعداً بوضعنا في خانة الصوت التفضيلي، أنّهم سيفون بوعودهم؟
يبدو أنَّ اللبناني خبير ابتكارات، ومن الإبتكارات التي بدأ التداول فيها لمعرفة كيف صوَّت الناخب؟
ولمن؟
أنْ يكون الناخب مزوداً بهاتفه وأنْ يصوِّر الورقة التي صوَّت عليها بحيث يظهر الصوت التفضيلي واللائحة التي وضعها.
هنا يُطرَح السؤال، هل سيَسمح رئيس القلم في، أقلام الإقتراع، بإدخال الهاتف الخليوي؟
وفي حال سَمَح بذلك وعمد الناخبون إلى تصوير لمن اقترعوا، هل يدخل ذلك في نطاق خرق سرية الإقتراع؟
حتى اليوم لم يبتكر المبتكرون أية حيلة جديدة لمعرفة المقترعين غير التصوير عبر الهاتف الخليوي، وإلى حين ابتكار طريقة جديدة سيبقى المرشحون في حالٍ من الهلع الإنتخابي بين الوعود التي يتلقونها وبين حقيقة التصويت.