IMLebanon

«المبنى ب» في «فندق رومية» غرفة عمليّات تدير خلايا في الخارج وأبو سليم طه صاحب الكلمة الفصل

في منتصف عهد الرئيس السابق ميشال سليمان رفع اليه وزير العدل اللواء اشرف ريفي، وكان يشغل موقع المدير العام لقوى الامن الداخلي، كتابا حول الاوضاع في سجن رومية واصفا اياه بـ«القنبلة الموقوتة» التي قد تطيح بعملية السلم الاهلي في لبنان، مفندا الاسباب ومقترحا الحلول، ولكن كتاب ريفي بقي صرخة في واد الى ان علت صرخة رئىس مجلس النواب نبيه بري من سويسرا محذرا من النزلاء الاسلاميين فيه واصفا اياه بـ «فندق رومية» ومتسائلا لماذا لم تستعمل الاجهزة الالكترونية للتشويش على الاتصالات بين السجن والخارج لا سيما وان قادة لـ«جبهة النصرة» ولـ«داعش» يديرون عمليات ارهابية من وراء القضبان وفق اوساط ضليعة في عالم وعلم الامن.

واشارت الاوساط الى ان سجن رومية يتفرد بميزتين عن كل السجون في العالم، الميزة الاولى ان نزلاءه من الاسلاميين باتوا سجانيه، وان سجانيه باتوا سجناءه والميزة الثانية انه «فندق» وفق توصيف بري له، حيث من المعروف ان معظم نزلائه من الاسلاميين يتمتعون بما يريدون من اطعمة «غب الطلب» طازجة، اضافة الى الاجهزة الخلوية وبعضها من طراز «الثريا» اضافة الى اجهزة الكومبيوتر الحديثة التي توفر للعتاة التكفيريين التواصل مع خلايا نائمة او مقاتلة في الداخل السوري وجرود عرسال، وفق الاوساط نفسها، والتي تتساءل حول القطبة المخفية التي دفعت السلطات المعنية الى هذا الكم من التساهل مع هؤلاء العتاة في عالم الاجرام والذين سبق لهم وقاتلوا الجيش اللبناني في اكثر من منطقة وفي مراحل مختلفة.

تقول الاوساط ان سجن رومية الذي يضم رؤوسا معروفة في عالم الارهاب مثل ابو سليم طه الناطق الرسمي باسم «فتح الاسلام» ابان معارك نهر البارد وابو الوليد وابو تراب، فهؤلاء نجحوا في فرض شروطهم على السلطات المعنية منها على سبيل المثال تخصيصهم بمبنى لهم وهو «المبنى ب» تحت حجة خصوصية الموقوفين فيه، اضافة الى انهم اجبروا المعنيين على انشاء محكمة في قلب السجن توفر عليهم عناء الانتقال الى قصر العدل لحضور الجلسات، ناهيك بأن اقسام المبنى المذكور مفتوحة على بعضها البعض اثر عمليات التمرد التي قاموا بها اكثر من مرة.

وتضيف الاوساط ان «فندق رومية» بات محط انظار السجناء الاسلاميين لما يؤمنه لهم من راحة وحرية، فزوجة الموقوف عمر بكري تطالب بنقل زوجها من سجنه في الريحانية الى رومية حفاظاً على صحته، كونه يعاني صحياً وفقد بعضاً من وزنه، اما عن النظام الداخلي في مبنى الاسلاميين فحدّث ولا حرج حيث لا مكان لمن يعصي اوامر اميره ولو وصل الامر الى حد القتل كما حصل مع السجين القندقلي الذي وجد مقتولاً او منتحراً كما قيل يوم وفاته وقضيته امام المحكمة التي تحقق مع بعض «النزلاء» المتهمين بهذه القضية.

وتشير الاوساط الى ان بعض سجناء رومية كانت لهم الباع الطويلة في ادارة عمليات ارهابية في لبنان وسوريا ولا ينسى احد ان الارهابي وليد البستاني احد عناصر «فتح الاسلام» نجح في الفرار منه ليظهر في سوريا ويقيم «امارة الحصن الاسلامية» في قلعة صافيتا وقد اعدم بفتوى صادرة من وراء قضبان رومية لمخالفته التعليمات المعطاة له وفتحه على حسابه، واذا كان تنظيم «داعش» يعتمد على سلاح الرعب فان النزلاء الاسلاميين يمارسون الاسلوب نفسه، حيث لا يجرؤ اي من المولجين بحراسة السجن ازعاجهم وإلا تلقى تهديداً بقتله او استهداف عائلته كما حصل مع احد الرتباء من قوى الامن الداخلي الذي استهدف منزله بعبوتين ناسفتين منذ سنوات قتلتا بعض أفراد عائلته، وما يؤكد الترابط بين القيادات التكفيرية في رومية و«داعش» ان خليفة «داعش» ابو بكر البغدادي وعد في احدى كلماته بتحرير الاسلاميين في سجن رومية، كما ان «النصرة» و«داعش» في جرود عرسال يريدان مقايضة العسكريين المخطوفين لديهما بنزلاء في السجن المذكور.