الطريق وعرة أمام عون للوصول إلى بعبدا
مصادر «التغيير والإصلاح»: تحرّك الشارع سيفاجئ الجميع
بعد المواقف الأخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه برّي والتي عبّر من خلالها عن رفضه انتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، لأن مرشّحه هو النائب سليمان فرنجية، مؤيّداً رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط رئيس اللقاء الديموقراطي ونواباً كُثراً آخرين في هذا الخيار، تبدو الطريق وعِرة أكثر من أي وقت مضى أمام النائب عون للوصول الى قصر بعبدا، بالرغم من مواقف «حزب الله» الإعلامية بدعم الرجل للرئاسة الأولى، الأمر الذي سيدفع رئيس «التغيير والإصلاح» الى رفع وتيرة تصعيده في المرحلة المقبلة، من خلال استمرار مقاطعته جلسات الحكومة والحوار، في ردّ على مواقف الرئيسين برّي وتمّام سلام، حيث علمت «اللواء»، من مصادر نيابية في تكتل «التغيير والإصلاح» أن التحركات في الشارع التي ستبدأ في 28 الجاري، ستفاجئ الأوساط السياسية وتبعث برسالة الى الجميع، أن تخطّي النائب عون وتجاهل قوّته السياسية والشعبيّة مرفوضان، وبالتالي فإنه إذا لم تُحترم الميثاقيّة ويُؤخذ بمطالب التيّار الوطني الحرّ، فإن الأمور لا يمكن أن تستمر كما هي، ولا بد للقوى السياسية أن تقرأ الرسالة بوضوح وتنفّذ ما هو مطلوب منها.
وأشارت المصادر الى أنّ لا عودة الى المرحلة السابقة إلاّ ضمن شروط جديدة، لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها، بعد سنوات من سياسة اللامبالاة التي اعتمدتها السلطة في طريقة ممارساتها مع «التيار الوطني الحرّ» الذي لن يتحمّل بعد اليوم تبعات استمرار الخروج عن الدستور وتجاوز المنطق الذي يفرض على أهل السلطة إعادة النظر في قراراتهم وممارساتهم السياسية، مشدّدة على أن النائب عون سيحدّد في الكلمة التي سيلقيها في الأيام المقبلة الخطوط العريضة للتحرك الشعبي الكبير الذي سيقوم به التيّار الحرّ لإعادة الأوضاع الى نصابها.
في المقابل، لا ترى أوساط نيابية في تيار «المستقبل» كما تقول لـ«اللواء»، إنّ الحجج التي يسوقها التيّار «البرتقالي» مُقنعة لتبرير ما ينوي القيام به، في ظل الظروف الدقيقة التي يمرّ بها البلد، مشيرةً الى أن الميثاقية موجودة وليس هناك انتقاص منها، باعتبار أنه طالما أن نصاب مجلس الوزراء مؤمّن، فإن هذه الميثاقية ليست مغيّبة، وبالتالي فإنّ كل ما يقوم به عون وجمهوره، ما هو إلاّ محاولة لتضليل الرأي العام وتشويه الوقائع، لأنّ الهدف الأساسي لكل ما يجري من جانب رئيس «التغيير والإصلاح» هو الضغط والابتزاز بحق قوى «14 آذار» وتحديداً تيار «المستقبل» لانتخابه رئيساً للجمهورية، وهو أمر في غاية الصعوبة، باعتبار أن الرجل لا يحظى بالغالبية النيابية، ما يثير مخاوف جدية من أن يعمد عون الى قلب الطاولة على رؤوس الجميع، وإدخال لبنان في آتون أزمة بالغة التعقيد.