Site icon IMLebanon

أَحرَقوا اليمن ويطلبون الحوار !

لماذا اختار أبو بكر القربي ان ينتهي في الوحول مع الأفاعي، وكيف قبِل وقد كان من الوزراء المنظورين في اليمن بأن يتحوّل مقاولاً يحاول إنقاذ علي عبدالله صالح من النهاية السوداء التي وصل اليها بعد ٣٣ عاماً من الحروب والمؤامرات والسرقات؟

من أيلول عام ٢٠٠١ الى تموز عام ٢٠١٤ كان القربي وزيراً للخارجية، الآن يحاول إيجاد مخرج لعلي صالح ولملياراته التي يقال إنها تتجاوز الخمسين وقد جمعها من السرقة والفساد والألاعيب والمؤمرات، في حين ان حلفاءه الإنقلابيين الحوثيين يعجزون عن دفع رواتب موظفي الدولة التي اجتاحوها بالقوة في نهاية هذا الشهر، ويواجهون هزيمة شنيعة بعد إنطلاق “عاصفة الحزم”.

علي صالح إنخرط في ست حروب مع الحوثيين ثم تحالف معهم للإنقلاب على الحل اليمني. وعلى رغم هذا عندما أحس بخطورة الموقف عشية إنطلاق عملية “عاصفة الحزم”، أرسل ولده أحمد الى الرياض عارضاً الإنقلاب على الحوثيين مقابل الحصول على ضمانات ترفع عنه العقوبات وتحفظ له ثرواته. لكن السعودية رفضت. وها هو أبو بكر القربي يحاول إخراجه من مأزقه الخانق والنهائي هذه المرة ولكن عبثاً، فمصر رفضت إستقباله وجاء قرار مجلس الأمن ليضع نهاية مستحقة لعلي صالح الذي طالما قيل انه يرقص على رؤوس الثعابين!

المضحك انه بعد إجتياح الحوثيين صنعاء بالتعاون مع جماعة علي صالح في الحرس الجمهوري وقطاعات واسعة في الجيش الذي كان قد بناه كميليشيا تابعة له، وبعد إعلان التعبئة لإجتياح عدن بتشجيع من ايران التي قدمت التدريب والسلاح للحوثيين، نرى الآن ان القربي يسابق محمد جواد ظريف في إقتراح الحلول التي تدعو الى وقف النار والعودة الى المفاوضات التي كانوا قد احبطوها في كل مراحلها.

السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير قال في مؤتمر صحافي إن الحوثيين وحليفهم علي صالح نقضوا أكثر من ٦٠ اتفاقاً في خلال ثلاثة اعوام كان آخرها الحل الذي وضعته دول مجلس التعاون الخليجي وتبنته الأمم المتحدة، ثم مندرجات الحل السلمي ثم “اتفاق السلم والشركة” الذي فرضوه بقوة السلاح وأنقلبوا عليه في اليوم التالي، بعدما حسبت طهران ان من الممكن الإطباق على الخليج بعد الوصول الى باب المندب شمالاً وإستكمال الكماشة مع مضيق هرمز في الجنوب.

القربي يحمل ما يسميه مبادرة من الواضح انها تهدف الى إيجاد مخرج لعلي صالح وبطانته وملياراته، لكنها مهمة فاشلة ومقززة، ولم يكن القربي في حاجة الى ان ينهي حياته السياسية مبعوثاً لإنتشال الأفاعي من الوحول. اما محمد جواد ظريف فإنه يحمل مبادرة تطلب وقف النار والعودة الى طاولة المفاوضات التي كان الحوثيون قد إجتاحوها بالقوة، عندما إحتلوا صنعاء ووضعوا الرئيس عبد ربه هادي منصور وحكومته في الاقامة الجبرية.