IMLebanon

الجُحر  

 

 

يتداولون كلاماً مُثيراً حول السوق السوداء. بعضه يوازي الأساطير، والبعض الآخر محفوف بالمخاطر والمخاوف وعلامات التعجّب.

 

أولاً- قالوا أمس إنّ سعر صرف الدولار الأميركي بلغ سبعة آلاف ليرة (7000)، طبعاً هذه مبالغة وإن كان الدولار في إرتفاع مستمرّ. وإنّ جماعة السوق السوداء لديهم شراهة تُعبّر عنها الأشداق المفتوحة على إلتهام الدولار من الناس المغلوب على أمرها التي لا تعرفُ ما إذا كان عليها أن “تستلحق حالها” قبل أن يتراجعَ الدولار، فتبيع حفنةً منه ورَدتها من إبنٍ أو زوجٍ أو شقيقٍ أو حتى نسيبٍ مهاجر. أو لعلّها تحتفظ به بالرغم من الحاجة إلى إبتياع ما تيسّر من السلّة الغذائية والإستهلاكية عموماً في الحدّ الأدنى.

 

ثانياً- ويُشيرون إلى أماكن بعينها تتواجد فيها عصابات ومافيات السوق السوداء وهي موزّعة على مختلف أنحاء العاصمة وضواحيها، وأيضاً في المدن والبلدات، وحتى في قرى ودساكر.

 

ثالثاً- ويتحدّثون عن أنّ بعض تلك العصابات “يستَخبر” عمّن لديهم أقرباء في بلدان الخليج العربي وسواها من مناطق الإنتشار اللبناني للإتصال بهم “من دون سابق معرفة”، و”ما تواخذونا” ولكن نعرض عليكم خمسة آلاف أو ستة آلاف ليرة إذا “عندكم دولارات”… وكلما كان المبلغ بضعة آلاف دولار كلما ارتفع السعر.

 

رابعاً- ويُضيفون: في بعض المناطق أنت تَعرف “مندوب” عصابات السوق السوداء لمجرّد أن تدخل زاروباً مُتفرّعاً من شارع رئيس. فيتقدّم منك ويعرض خدماته حتى إذا وافقتَ قادك إلى مكان هو كناية عن شيء من بضعة أمتار مربّعة فوق “عليّة” يُرتقى إليها عبر درج حديد لولبي قليل العرض. وما أن تتمّ الصفقة، فتبيع ما لديك من دولارات، وتعود أدراجك، تجد واحداً أو إثنين أو أكثر من ذوي النظّارات السوداء أمام ذلك الجُحر، كأنّ كلّاً منهم صنم “كجلمود صخرٍ حطّه السيلُ من علِ” على حدّ وصف أمرؤ القيس جوادَه: “مِكرٍّ مِفرِّ …”.

 

خامساً- ويسألون، ونحن معهم نسأل:

 

1 – من هم جماعة (أو جماعات) السوق السوداء؟

 

2 – هل هم لبنانيون أو أجانب أو مُختلطون؟

 

3 – هل هم فريق واحد أو أفرقاء عدّة؟

 

4 – هل ثمّة علاقة لهم ببعض الصرافين القانونيين (المرخَّص لهم) وربما بسواهم؟

 

5 – وخصوصاً هل السلطة عاجزة عن وضع حدّ لهم ؟!