تتّخذ المعركة في بلدة برسا (الكورة) بُعداً مختلفاً، خارج التنافس السياسي، في ظلّ الاتهامات المتبادلة بالفساد ومحاولات تغيير تصنيف الأراضي في البلدة.
وتتنافس في برسا لائحتان على 12 مقعداً بلدياً، الأولى يرأسها الرئيس الحالي آلان رزق في مقابل لائحة من أبرز وجوهها كميل البعيني وسيمون فيجلون، من دون أن يحسم اسم الرئيس. وفيما تأخذ الأحزاب الفاعلة كحزب القوات اللبنانية والحزب السوري القومي الاجتماعي وتيار المردة مسافة من اللائحتين، تؤكّد مصادر لائحة البعيني وفيجلون دعم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري للائحتهما. بدوره، يؤكّد رزق أن «المعركة هي معركة تغيير تصنيف الأراضي، واللائحة الثانية مدعومة مالياً من تجار الأراضي في المنطقة الذين يريدون توسيع المساحات المبنية على حساب أراضي البلدة». ويُقام على أراضي برسا، حرم جامعي لجامعة سيّدة اللويزة على مساحة 50 ألف متر مربّع، من أصل 600 ألف متر مربّع جرى تحويلها من مشاعٍ إلى أراضٍ تابعة للبلدية في الفترة التي تولّى فيها الوزير سليمان فرنجية حقيبة الداخلية. وبحسب رزق، فإن «برسا لم تعد تحتمل الكثافة السكانية، وعدد السكّان فيها الآن يوازي خمسة أضعاف الناخبين، وبالتالي قد نتحول إلى حي من أحياء مدينة طرابلس اذا جرى تغيير تصنيف الأراضي من 5% إلى تصنيف سكني». كذلك يؤكّد رزق أن «اللائحة الثانية تعمل على ابتزاز جامعة اللويزة والمطالبة بالأرض التي أقيم عليها الحرم الجامعي، علماً بأن الجامعة تعلّم أهالي برسا مجاناً وتوظّف عدداً من الأهالي، وإذا استمر الضغط على الرهبنة فقد تغلق الجامعة». كذلك يشير رزق، إلى أن «زوجة أحد ضباط قوى الأمن الداخلي الفاعلين في قضاء الكورة، تتدخّل لمصلحة اللائحة المقابلة وتضغط على الناخبين».
من جهتها، تقول المحامية حسناء شديد مسؤولة الحملة الانتخابية للائحة البعيني، إن «لائحتنا غير مدعومة من أحزاب، وحتى ليست مدعومة من الرئيس مكاري، يا ريته بيدعمنا حتى نربح». وتنفي شديد أن تكون اللائحة في وارد تغيير تصنيف الأراضي مؤكّدة أنه «لا مشكلة مع جامعة اللويزة، إنما مع فساد البلدية الحالية».