اعتبرت عائلة علي الحج حسين انّ الفاجعة التي حصلت بفقدان بناتها الثلاث كارول (24 عاما) وعايدة (17 عاما) وميرنا (14 عاما) مصيبة كبيرة وضربة مأسوية أصابتها مرتين: الاولى بالعثور على جثث الفتيات بعد ان قذفتها امواج البحر الى شاطئ طرطوس، والثانية هي في الاشاعات والتحليلات التي صدرت في بعض وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول تعنيفهنّ على يد الوالد وسماع الجيران صراخهنّ في حين ان اقرب منزل الى دارة الاهل هو بيت خالة الفتيات الذي يبعد مسافة الكيلومتر مما يدحض كل الشائعات.
لكنّ السبب الحقيقي الذي يقف وراء قضية اختفاء الفتيات الثلاث غامض، ولو صدرت نتائج التحقيقات والتشريح كما قال احد الاقارب لكونها مرتبطة بالأوضاع الصعبة التي تتخبّط بها الغالبية العظمى من شبّان لبنان وشاباته.
الأم المفجوعة التي تكتم في داخلها الوجع قالت لـ»الجمهورية»: ننتظر تقرير الطبيب الشرعي وما سيشير اليه، ألمنا كبير ولا ادري ما اقول، خرجن كما قلنا لشراء بعض الحاجيات واختفين منذ نحو 10 ايام وأرسلن رسالة لوالدهن قلن فيها انهنّ يردن الانتحار وأقفلن هواتفهن بعدها. وقد قام علي بإبلاغ الاجهزة الامنية مضمون الرسالة التي وصلته».
الوالد علي الذي كان مفجوعاً ايضاً، وقبَيل توجهه الى المستشفى لتسلّم الجثامين قال لـ»الجمهورية»: «نتوجه بالشكر الجزيل الى اللواء عباس ابراهيم الذي بذل الجهود في سبيل تسلّم جثامين بناتي. كما وأشكر كل من وقف الى جانبنا بهدف إحضار بناتي من سوريا، طبعاً سأبقى في انتظار نتائج التحقيق وما هي ملابسات القضية والتي بالفعل لا أعلم شيئاً عنها، فبناتي يخرجن دائماً لشراء حاجيات ومن ثم يعدن الى المنزل، الّا في المرة الأخيرة حيث اختفين، وعلى الفور تقدمت بشكوى لدى المخفر للبحث عنهنّ، نحن في انتظار نتائج التحقيقات بهدف كشف ملابسات القضية».
إبن خالة الفتيات قال: «كل ما يُشاع حول تعنيف الفتيات على يد الوالد أمر عار من الصحة، بالعكس الوالد يهتم بأولاده كثيراً ويسعى الى تأمين كل ما يلزم خصوصا في هذه الظروف الصعبة، عتبنا كبير على وسائل الإعلام التي قالت انّ صراخ الفتيات مسموع في استمرار مع ان المنزل بعيد جداً عن كل الناس وما من جيران في المنطقة، كلها أقاويل كاذبة ولا يمكننا تأكيد أي معلومة الى أن تأخذ التحقيقات مجراها، وهنا لا بد من توجيه الشكر للواء عباس ابراهيم الذي وقف الى جانب العائلة».
خال الفتيات جهاد المانع، قال: «عايدة وكارول وميرنا يعشن في كنف والديهنّ عيشة كريمة، وليس صحيحا ما يشاع حول تعنيفهن، ولو كانت الحقيقة كذلك هل كنّا لنسكت؟ نطلب من وسائل الإعلام أن ترحمنا ونحن لم ندفن موتانا بعد، لماذا كل هذا الاستهتار بسمعة الناس، نحن أقرباء ونقول إنّ منزل العائلة بعيد كل البعد عن الجيران واقرب منزل هو بيتي الذي يبعد 1000 متر، فكيف يقال انّ أصوات الفتيات تسمع يومياً؟ نناشد الجميع توخي الدقة في نقل المعلومات وهناك أخوة للفتيات 3 شبان وفتاتين يعيشون حياة سليمة».
وتابع: «نشكر اللواء عباس ابراهيم على مجهوده، كما نشكر الرئيس نبيه بري الذي ساعدنا في إحضار جثث بناتنا، وسنبقى تحت القانون في انتظار نتائج التحقيق».
وختم: «لو كان لدينا شك في صفات الوالد لما كنّا تركنا الموضوع وتابعناه، هناك قطبة مخفية في الموضوع نتمنى أن تظهر التحقيقات ما هي ومن يقف وراء هذه القضية».
رئيس بلدية بزيزا بيار عبيد قال لـ»الجمهورية»: «تربّت الفتيات في بزيزا، وكنّ على علاقة جيدة مع الجيران والمحيط، وقد فوجئنا بخبر اختفائهنّ واتصلنا بالاجهزة الامنية والاهل وعلمنا ان الوالد ابلغ الى الاجهزة الامنية انه تسلّم رسالة من بناته برغبتهنّ في الانتحار، وابلغ الى الاجهزة ايضا ان هواتفهنّ أقفلت ولم نعلم بعدها شيئاً حتى اليومين الماضيين بعد وجود جثامينهنّ على شاطئ طرطوس، وقد تابعنا الموضوع مع الاهل والاجهزة الامنية وقام جهاز الامن العام اللبناني بمتابعة الموضوع مع الامن العام السوري، وتم نقل الجثامين الى طرابلس لإجراء التشريح واستكمال التحقيقات وحتى اليوم لا يعرف احد طريقة الوفاة، ولكننا نأمل كشف ملابسات الموضوع قريباً».
واصدرت بلدية بزيزا بياناً جاء فيه: «عطفاً على التعميم السابق المتعلق باختفاء الفتيات الاخوات الثلاث، كارول وعايدة وميرنا الحاج حسين، حيث ان اصل عائلتهنّ هو من بعلبك ـ الهرمل ولكنها مقيمة في بزيزا منذ سنوات عدة. وبعد ان تبيّن ان الفتيات وجدن على شاطئ طرطوس في سوريا وقد أغرقهنّ البحر، نتقدم بالتعازي اولا من عائلتهن، ونطلب الراحة لأنفسهن. وبما أنه تم تسليم جثثهنّ للدولة اللبنانية، فنحن في انتظار نتائج التحقيق الاخيرة لجهة التفاصيل المتعلقة بالوفاة، وبالتالي فإنّ الاجهزة الامنية تتابع الملف عن كثب، وعند اعلامنا بأي جديد سنطلعكم عليه».
وفي تفاصيل اعادة الجثامين تواصلت السفارة اللبنانية الاحد مع وزارة الخارجية السورية التي سلّمت الى المديرية العامة للأمن العام جثامين الشقيقات اللبنانيات الثلاث، عند مركز العريضة الحدودي، بعد ان تعرف الوالد الى الجثث في سوريا ووقّع على تسلّمها.
وجاء في البيان الذي اصدرته المديرية: «بتاريخ 04/04/2021 قامت دورية من شعبة معلومات الشمال لدى هذه المديرية باستلام جثامين الشقيقات اللبنانيات الثلاث، اللواتي فقدن منذ عدة أيام وعثر عليهنّ غرقى على شاطئ طرطوس، من السلطات السورية المختصة عند مركز العريضة الحدودي، بعد ان تعرف الوالد الى الجثث في سوريا ووقّع على تسلّمها. وقد تم نقلهنّ الى مستشفى طرابلس الحكومي، حيث تسلمت الجثث دورية تابعة لفرع معلومات قوى الأمن الداخلي لمتابعة التحقيق بناء على إشارة القضاء المختص».