هذا الاسبوع أُضيف تاريخ الى التواريخ العصيبة، انه الخميس الرابع من أيار الذي يقع بين عطلتين، عطلة عيد العمال اليوم، وعطلة عيد الشهداء السبت المقبل، وبينهما جلسة لمجلس الوزراء قُررت بشكلٍ مفاجئ وعلى عجل، فماذا عدا مما بدا؟
فبعدما كان مطروحًا أن لا جلسة لمجلس الوزراء من دون التوافق على قانون جديد للإنتخابات، تمّ تحديد الموعد فيما الخلافات على القانون في ذروتها.
ما بدأت تطرحه أوساط التيار الوطني الحر هو المعادلة التالية: لماذا يكون التصويت على التمديد في مجلس النواب مسموحًا فيما التصويت على قانون الانتخابات في مجلس الوزراء غير مسموح؟
هذا الجو يسمح بالقول ان الأمور متجهة الى التصويت في مجلس الوزراء، على القانون الذي سيطرحه الوزير جبران باسيل، في ظل عدم ممانعة من رئيس الحكومة سعد الحريري، أما الرافضان الأكبران فهما الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط.
هنا يتبادر الى الذهن: كيف سيتصرف الحليفان، بري وجنبلاط حيال هذا الأمر؟
جنبلاط يقول: لم يعد لديّ من حليف سوى الرئيس نبيه بري.
في هذا الكلام غمزٌ من قناة الرئيس سعد الحريري والذي كان يقول عنه انه معه في السراء والضراء، فهل يحضر وزيراه الجلسة ويغادرانها عند التصويت، إذا طُرِح؟ أم يقاطعان الجلسة من أول الطريق؟
هذا عن جنبلاط، فماذا عن الرئيس بري؟ ممثل الرئيس بري في لجنة الإنتخابات وزير المال علي حسن خليل، قاطع الاجتماع الأخير للجنة في وزارة الخارجية، كموقف يعبّر عن امتعاض الرئيس بري من الطروحات المستجدة، وعليه فمَن يُقاطع لجنة وزارية كيف له أن يشارك في جلسة مجلس الوزراء؟
***
بهذا المعنى، هناك كباش وشد حبال قاسٍ جدًا: أمل والاشتراكي يشكلان عقدة جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، والثنائي المسيحي، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، يشكلان عقدة جلسة مجلس النواب في 15 أيار إذا طُرح فيها بند التمديد.
جلسة مجلس الوزراء تطرح على قاعدة المطلوب قانون جديد للإنتخابات بعد رفض التمديد والستين والفراغ.
وجلسة مجلس النواب تطرح على قاعدة لا للفراغ، ما يعني فتح الباب أمام احتمالي التمديد والستين، ولا شيء يُثني الرئيس بري عن الجلسة إلاّ عدم اكتمال النصاب.
***
الى أين تتجه الأمور؟
كل واحد على سلاحه السياسي والدستوري، فكيف ستستقيم الأمور؟
طُرِح التزامن بين قانون الإنتخابات ومجلس الشيوخ فظهرت عقبتان كبيرتان:
عقبة درزية لأن الوزير جبران باسيل طرح أن يكون رئيس مجلس الشيوخ ارثوذكسيًا، فيما الدروز يقولون انهم وُعدوا من الطائف أن يكون رئيس مجلس الشيوخ درزيًا.
وعقبة من الرئيس نبيه بري الذي اعترض على طرح جبران باسيل أن تُسحَب بعض صلاحيات مجلس النواب وتُعطى لمجلس الشيوخ.
***
وسط كل هذه الألغام، هل من لغم سينفجر في جلسة الخميس؟