Site icon IMLebanon

هل تنجح الجهود في لملمة ذيول جلسة الحكومة ؟

 

تخوّفت مصادر سياسية من لعبة تسجيل النقاط الحاصلة بين الأفرقاء السياسيين على اختلافهم، في ظل ظروف أكثر من مأساوية بلغ فيها الإنهيار، على مختلف المستويات، درجة تحلّل الدولة ومؤسّساتها، والأخطر في ما يحصل إعادة إنعاش ذاكرة اللبنانيين باللغة الطائفية، وحتى المذهبية في مرحلة الشغور الرئاسي، الأمر الذي يفتح الباب أمام مخاطر جمّة ليس أقلّها نجاح الفكر الذي يسعى للمواجهة، والصدام على حساب المساعي التي تعمل للتهدئة وصولاً إلى التوافق على قواسم مشتركة.

 

وإذ اعتبرت المصادر نفسها، أن صورة البلد اليوم، بعد التجاذبات الحاصلة، ذاهبة باتجاه المزيد من التوتر والضعضعة، لا سيما في حال الإبقاء على سياسة الدوران في الحلقة المفرغة رئاسياً، ولفتت إلى أن ما حصل في اليومين الماضيين كان متوقّعاً في ظل الوضعين الرئاسي والحكومي غير المنتظم، الأمر الذي يبقي كل الإحتمالات واردة لحصول اشتباكات سياسية كالتي حصلت بالأمس، والذي يدفع المواطن وحده ثمن هذه الخربطات التي لا نفع منها للمواطن العادي.

 

وكشفت المصادر السياسية، أنه وعلى الرغم من الأجواء السياسية الملبّدة والحامية، وعلى رغم الخلاف السياسي الداخلي العامودي، لا سيما بين عين التينة والسراي الحكومي من جهة، وميرنا الشالوحي من جهة أخرى، فإن الأمور غير مقفلة بشكل نهائي، رغم أن عامل تضييع الوقت ليس في مصلحة لبنان واللبنانيين، وهنا لا بد من مبادرة داخلية من غالبية الأطراف للتوافق على انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، لأنه دون هذه المبادرة، ستبقى الأمور تدور في دائرة مقفلة، وسيبقى المنحى على ما هو عليه من توترات وصراعات لا تؤدي إلا إلى الإنفجار.

 

وعليه، فإن المصادر السياسية نفسها، تجزم بأنه من الصعب ترجمة السيناريوهات القائلة بـ»الطلاق» ما بين القوى السياسية الفاعلة والحلفاء، خصوصاً في الفريق الواحد، وذلك في ضوء حركة الإتصالات التي انطلقت منذ أسبوع وليس أيامٍ أو ساعات، من أجل تطويق ذيول أي توتّر أو تشنّج قد ينجم عن السجالات والحملات الأخيرة، التي أتت على خطّ العلاقات ما بين «التيار الوطني الحر» وحلفائه من جهة، وما بين «التيار» ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من جهةٍ أخرى، في ضوء الجلسة الأولى التي عقدتها هذه الحكومة في زمن الفراغ الرئاسي، وذلك بهدف عدم تكرار الدعوة إلى جلسة مشابهة في المرحلة المقبلة.

 

وإذ تتوقع المصادر ذاتها، أن تنجح جهود الوسطاء في لملمة ذيول تداعيات هذه الجلسة، فهي تحدثت عن عملية خلط أوراق في كل الإتجاهات، وليس فقط في اتجاه فريقي هذه المواجهة العلنية، ذلك أنه بات كلّ الأفرقاء الداخليين، يعملون على الإعداد للمرحلة الجديدة التي انطلقت بعد الجلسة الوزارية، ولكن من دون أن تتبلور إلى اليوم المواقف النهائية، خصوصاً وأن المواجهة امتدّت من المجلس النيابي إلى الحكومة إلى سائر القوى السياسية والحزبية، تحت عناوين كبرى تتصل بالشراكة والميثاقية، وصولاً إلى الإستقرار العام على الساحة الداخلية في مرحلة الشغور الرئاسي.