IMLebanon

هل تعود المراسيم الجوّالة وتواقيع الـ24 وزيراً؟

 

«فرملة» مسيحيّة لحكومة تصريف الأعمال… ولا جلسات قبل التشاور!

 

يؤكد مطلعون على المشاورات التي سبقت انعقاد جلسة حكومة ميقاتي بهيئة تصريف الاعمال في 5 من الجاري، ان الخشية كانت بعد تعذر انعقاد الحكومة، وعدم التمكن من اقرار المراسيم اللازمة للملفين الصحي والاستشفائي وكذلك لتسيير المرفق العام، من اللجوء الى المراسيم الجوالة، والتي «ستكمل برمة العروس» عند الـ24 وزيراً لتوقيع كل واحد منهم في مكان توقيع رئيس الجمهورية. فماذا لو رفض احد الوزراء التوقيع على المرسوم الجوال؟ ماذا يحصل بالمرسوم؟ وكيف تسير شؤون الناس الصحية والمؤسسات العامة؟

 

ويكشف هؤلاء ان خوفاً من التعطيل «الباسيلي» (النائب جبران باسيل لوح قبل الشغور الرئاسي وبعده مبقاطعة اي جلسة للحكومة)، و»المعمعة» في ملف المراسيم الجوالة وتوقيع الوزراء الثمانية من حصته بعد خروج وزير الصناعة جورج بوشكيان من «الجناح البرتقالي»، كان الدفع الى عقد جلسة للحكومة «بمن حضر» لاقرار ما يجب اقراره وساعتها لكل حادث حديث.

 

ويشير هؤلاء الى ان حزب الله كان من القوى التي تشاركت هذا الهاجس، وبعد إطلاعه على «عقدة» المراسيم الجوالة وتوفر لديه الخشية نفسها، وضع النائب جبران باسيل في صورة هواجسه وضرورة عقد الحكومة، الا ان الاخير رفض وأصر على المقاطعة فكان ما كان. ويؤكد هؤلاء ان «المعضلة» نفسها عادت الى الواجهة مجدداً مع توجه الوزراء المقاطعين الى الطعن بالمراسيم الصادرة عن الحكومة في الجريدة الرسمية امام مجلس «شورى الدولة». ويشير هؤلاء الى ان الاتجاه هو لرفض «دستوريتها»، لكونها لم تصدر بموافقة الوزراء الـ24 ولم تحمل تواقيعهم. وبالتالي العودة الى المربع الاول اي الى مربع «مراسيم الـ24» الجوالة.

 

وفي السياق الحكومي، كانت لافتة زيارة ميقاتي الى بكركي امس الاول ومن ثم الى عين التينة، حيث اتت زيارة ميقاتي الى البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد ايام على زيارة الرئيس ميشال عون والنائب باسيل اليها، كما تأتي مباشرة بعد عودة ميقاتي من السعودية ولقائه ولي العهد محمد بن سلمان.

 

ويكشف مقربون من ميقاتي ان الاخير طلب موعداً من بكركي وهو في السعودية، وزيارته ليست مرتبطة لا بالرئيس عون ولا باسيل، بل هي مرتبطة حصراً بوضع حكومته وملابسات عقد الجلسة وحيثياتها . ويشير المقربون الى انه وضع الراعي في الظروف التي استوجبت عقد جلسة حكومية، رغم الاعتراض والمعارضة المسيحية، وهي تأتي في صلب مهامه لتصريف الاعمال وهو لم يكن يقصد لا استفزاز المسيحيين ولا اي مكون لبناني وحكومي آخر بل قام بواجبه تجاه الناس في الملف الصحي والبيئي والطرق على ابواب العاصفة.

 

ويلفت المقربون من ميقاتي الى انه أكد للراعي انه يحتفظ بحقه في الدعوة الى جلسة للحكومة متى فرضت الحاجة الطارئة، لذلك لن يفرط في حقه وبهذه الورقة، لانها من صلب مهامه وواجباته. ويؤكدون ان ميقاتي أكد للبطريرك احترام اعتراضه وهواجسه، وانه لن يدعو الى اي جلسة جديدة من دون التشاور مع كل الوزراء، لا سيما المعترضين على عقد الجلسات.

 

في المقابل، يؤكد المقربون من ميقاتي انه وضع الراعي في صلب مباحثاته التي اجراها في السعودية والاجواء التي استشفها في القمة السعودية –الصينية، وهي دعم السعودية وفرنسا للبنان من بوابة الملف الانساني والاقتصادي، ولكن يجب ان يساعد اللبنانيون انفسهم بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة والقيام باصلاحات مطلوبة في الملف الاقتصادي والمالي.وعن زيارة ميقاتي لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقائه الراعي، يكشف المقربون ان هذا اللقاء هو الثالث منذ الشغور الرئاسي، وهو يأتي في إطار التشاور الحكومي والمجلسي بين الرئاستين الثانية والثالثة في زمن الشغور الرئاسي وللقيام بما يلزم في مهمة تسيير شؤون الدولة. ووضع ميقاتي بري في اجواء زيارته ولقاءاته في السعودية، وكذلك التداول في الملف الرئاسي مع تعثر الدعوة الى الحوار مرة جديدة.