«الوطني الحرّ» لن يُغامر «بطلقة هواء عبثيّة» !
فيما تعود جلسات انتخاب الرئيس الى الواجهة من جديد الاسبوع الحالي، من دون جديد يذكر، وفي ظل غياب اي خرق داخلي او خارجي من شأنه ان يكسر رتابة المشهد الرئاسي. وعلى الرغم من اعلان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في مقابلته التلفزيونية الاخيرة، ان التيار بات قريبا من اعلان دعم مرشح ثالث من خارج معادلة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية او قائد الجيش العماد جوزيف عون، فكل الاجواء توحي بان تهويل التيار بالتخلي عن الورقة البيضاء والذهاب باتجاه دعم ترشيح اسم وسطي لن يترجم، اقله في الجلسة الرئاسية المقبلة والمرجحة يوم الخميس.
وتشير مصادر متابعة الى ان التيار لن يكسرها نهائيا مع حزب الله، لا سيما بعد كلام الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله، والذي حمل رسائل ايجابية تمسكت بتفاهم الحلفاء، وبعدم «سحب اليد من حليف او صديق يضع يده بيد حزب الله»، والذي اعقبه قرار داخلي باستئناف التواصل مع التيار. علما ان المعلومات من مصادر موثوق بها تؤكد ان اي طلب لترتيب لقاء بين الطرفين لم يُسجّل خلال الايام الماضية، فلا باسيل طلب موعدا من الحاج وفيق صفا، ولا الاخير فعل ذلك، خصوصا ان التواصل والرسائل الهاتفية بين صفا وباسيل لم تنقطع، ولعل اتصال التهنئة بالعيد خير دليل على ذلك.
وفي هذا السياق، تشير المصادر الى ان التيار لن يدخل بصدام مع الحزب راهنا، لان مجرد تخليه عن الورقة البيضاء والتصويت لاسم معين، يعني تلقائيا قطع اي احتمال لترميم التفاهم مع الحزب، وهذا لن يفعله باسيل، فلن يغامر ويفتح النار الرئاسية بطلقة هوائية عبثية تؤزّم الخلاف مع الحزب بحسب المصادر.
هذا القرار لم يأت من عبث، فالمعلومات تؤكد ان حزب الله كان سبق وبادر بخطوة تصب لمصلحة التيار. فوسط الخلاف المستعر بين التيار والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي يسعى لتأمين النصاب لجلسة جديدة لمجلس الوزراء ولو ببند واحد هو سلفة الكهرباء، تكشف اوساط موثوق بها ان الخطوط على خط حارة حريك – بلاتينوم «شغالة» دائما، وآخر تواصل حصل منذ حوالى الـ3 ايام بين ميقاتي ومعنيين في الحزب، ابلغ خلاله رئيس حكومة تصريف الاعمال حزب الله بانه يعتزم توجيه دعوة لجلسة لمجلس الوزراء اليوم لتعقد يوم الخميس في السراي، وبجدول اعمال بصفحتين أعدّه ميقاتي مسبقا، وهو لا يشمل فقط سلفة الكهرباء، وقد أطلع الحزب على الجدول لاعطاء ملاحظاته، الا ان حزب الله بادر ميقاتي سريعا بالقول: «بدك تطوّل بالك علينا». وأبلغ المسؤول في الحزب ميقاتي بان «لا جواب بعد لديه حول جدول الاعمال الذي طلب ميقاتي من الحزب درسه»!
اكثر من ذلك، تكشف المعلومات ان حزب الله شدد على مسمع ميقاتي على وجوب التريث بالدعوة لاي جلسة مقبلة، داعيا اياه للتفكير في ايجاد صيغة ما او فتوى ما تيسّر مسألة سلفة الكهرباء بعيدا عن عقد جلسة حكومية، وبلا «وجعة راس»، ما قرأت فيه اوساط متابعة انه رسالة واضحة ان حزب الله الذي يحتاج اليه ميقاتي لتأمين النصاب، يتريث في اصدار اي موقف بشأن مشاركته من عدمها باية جلسة مقبلة لمجلس الوزراء، وهو غير متحمس لجلسة حكومية وسط الصدام الحاصل . علما ان الحزب الذي يجد نفسه اليوم بين وجوب تأمين ابسط حاجات المواطنين الاجتماعية والانسانية وحرصه على عدم استفزاز حليفه التيار، بات اليوم في موقع حرج لا يحسد عليه.
وتشير المعلومات الى ان حزب الله استفسر من ميقاتي خلال التواصل الذي حصل بين الطرفين عن السبب الذي دفع ميقاتي بالقبول باجراء وزير الطاقة مناقصة اذا كان مدركا بأن الامر لا يمكن أن يمر الا عبر مجلس الوزراء؟ فاتى رد ميقاتي على قاعدة: «ما قبلو معنا بحاكمية مصرف لبنان ووزارة المال».
على مقلب ميقاتي، تؤكد مصادر مطلعة على اجوائه بان ما يحاول القيام به هو تسيير لشؤون الناس، لا تحدي فريق معين، واشارت المصادر الى انه لا يزال يبذل الجهود بغية التوصل لحل ما لعقد جلسة للحكومة تخصص لمسالة الكهرباء. وختمت المصادر بالتأكيد بان ميقاتي لن يدعو لجلسة قبل أن يكون متأكدا من أن نصابها مؤمن. وعليه، ما دام حزب الله رافضا، فأي جلسة حكومية جديدة معلقة حتى إشعار آخر!
وفي هذا الاطار، ترجح المعلومات ان يتم ايجاد صيغة ما لامرار سلفة الكهرباء على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»!