Site icon IMLebanon

من هـم وكلاء «قانون قيصر» في لـبـنـان؟

 

 

شبان في مقتبل العمر متحمسون بفعل فاعل يتقن فعل الحماسة… يلاحقون شاحنات النقل الخارجي وصهاريج المحروقات، يوقفون هذه الشاحنات والصهاريج على اوتوستراد دير عمار… تقمص الشبان شخصيات الجمارك والقوى الامنية يطلبون هويات السائقين وإبراز وثائق الحمولة المنقولة وتحديد وجهة سيرهم ونوع حمولتهم… تحقيق سريع «على الواقف»…

 

مشاهد أقل ما يمكن وصفها بأنها اشارة الى انهيار الدولة ومؤسساتها… وقيام سلطة بديلة هي سلطة الشارع المتفلت تحت عنوان « ثوار 17 تشرين»…

 

ليست هذه المشاهد جديدة في لبنان… فمثلها حصل في فتنة 1958 عند قيام «مجلس ثورة» اقام محكمة ميدانية وسلطة بديلة للدولة في الشمال… ومثلها حصل في فتنة 1975 عند انهيار مؤسسات الدولة وقيام سلطات الامر الواقع من ميليشيات واحزاب…

 

«ثوار 17 تشرين» يقيمون حواجزهم ساعة يشاؤون دون رادع، يقيمون سلطتهم يفتشون الشاحنات يخضعون سائقو الشاحنات للتحقيق ومن ثبت توجهه الى سوريا يمنع وتصادر حمولته تحت شعار: «شعب لبنان الجائع أحق من الشعب السوري بل واكثر من ذلك يعلنون»: لن نسمح بدعم النظام السوري…

 

ما يحصل في الشمال بين طرابلس وعكار على الطرقات الدولية وملاحقات شاحنات النقل الخارجي مؤخرا وبشكل مفاجىء لا ينفصل عن التطورات الدراماتيكية التي تشهدها الساحة اللبنانية وعلاقة هذه التطورات بالقرارات الدولية والاميركية منها وخاصة قانون قيصر الاخير الذي سلط على سوريا دولة وشعبا ومؤسسات…

 

فجأة رفع المحتجون شعارات تنفيذ مندرجات1559 و1701 وشعار نزع سلاح المقاومة… تحولت الشعارات من مطلبية محلية الى شعارات في الاستراتيجية والبعد الدولي الهادف الى تطويق محور المقاومة من لبنان الى سوريا وفلسطين…

 

وفجأة ايضا بدأت ملاحقة شاحنات النقل الخارجي عند اقتراب موعد قانون «قيصر».

 

يقول مرجع سياسي: أمر العمليات قد صدر من مراجع خارجية الى جهات داخلية… بدأ حصار محور المقاومة والمطلوب ان تتولى جهات لبنانية مراقبة تطبيق قانون قيصر ومحاصرة سوريا كي يحقق « قيصر» اهدافه…

 

لم يكن الحديث عن المعابر الشرعية وغير الشرعية والتهريب الى سوريا عبثيا، بل جاء في الوقت المناسب المتزامن مع « قيصر» ومندرجاته، ومن ثم ملاحقة المواد التموينية والغذائية الذاهبة الى سوريا لان المطلوب تضييق الخناق على الشعب السوري كتضييق الخناق على الشعب اللبناني بلعبة الدولار والمواد الغذائية والتموينية بالتجويع حتى التركيع ورمي المسؤولية على عاتق المقاومة ومحورها والخيار إما الموت جوعا وإما الاستسلام للكيان الصهيوني بنزع سلاح المقاومة وفرض التطبيع والتطويع حتى قيام صلح مع العدو التاريخي.

 

من سار في ركب «قيصر» إما جاهل بالخفايا استثيرت غرائزه المذهبية واحقاده، وإما مدرك لما يفعله وجند للمشروع من انقطعت به سبل العيش فراح يسعى وراء حفنة من القروش…

 

لم تكن ملاحقة الشاحنات عبثية، ولا الشعارات المناهضة للمقاومة، ولا الحديث عن تهريب ومعابر غير شرعية… يقول المرجع السياسي… انها بمجملها في سياق اللعبة الدولية للنيل من سوريا ومن جبهة المقاومة بكل احزابها واطيافها في لبنان والهدف كرمى عيون العدو الصهيوني لتكريسه كيانا ابديا بتنفيذ «صفقة القرن» وسرقة الضفة الغربية وإنهاء قضية فلسطين ومحوها من الذاكرة الوطنية والقومية، وللاسف هناك من يبيع ويشتري بهذه القضية حتى اليوم رغم ان الباطل بالنتيجة الى زوال والحق ينتصر عاجلا أم عاجلا…

 

اما في ما يتعلق بالعهد ورئيسه فنظرة سريعة موضوعية تفضي الى ان من يعارض هذا العهد هو محور مناهض للمقاومة فقط كونه الحليف الاستراتيجي للمقاومة وعندما يتخلى عن هذا التحالف ستجد الجميع يهرول اليه داعما مباركا حسب رأي المرجع السياسي الشمالي…