Site icon IMLebanon

قانون “قيصر” والتضامن مع فلويد

 

يُفترض أن يقود التعاطف مع جورج فلويد الى تعاطف مُماثل مع آلاف مثله، وثّقهم “قيصر” في القانون الذي أصدرته الولايات المتحدة الاميركية باسمه، وسيدخل قريباً حيّز التنفيذ.

 

يُمكن للمتعاطفين مع “الشهيد” فلويد، مع أن هذه التسمية قلّما تُستعمل في العالم “الآخر” غير عالمنا وإقليمياً، لوصف ضحيّة تسقط بسبب عنف عنصري أو خلاف حزبي؛ طرح ما يجري في أميركا على برلماناتهم وحكوماتهم، فيتولّى السيناتور خالد العبود إقناع الكتل النيابية في مجلس الشعب الدمشقي بإعداد قانون، يُحظّر التعامل مع النظام الأميركي حتى يغيّر سياساته جذرياً بخصوص العنصرية، ويدفع تعويضات مُجزية الى الهنود الحمر، وينصرف نائب لبناني من التابعية نفسها الى استعجال زملائه التصويت على محاصرة اميركا في عُقر دارها.

 

يفترض تصاعد الأصوات المتضامنة مع “الانتفاضة الأميركية”، مزيداً من التضامن والتعاضد المحلي دفاعاً عن حقوق الناس وحرياتهم. ما يعني في لبنان الإلتزام بحق المواطنين في رفع سقف احتجاجاتهم ضدّ سلطات الهدر والفساد والقوى التي تمنع قيام دولة المؤسسات والقانون، وما يعني أيضاً التضامن مع حق الشعب السوري في بلده وطموحه الى نظام ديمقراطي، تطمح الى قيامه مختلف شعوب المنطقة، من باكستان وإيران الى آخر جزءٍ منها.

 

في أميركا تتوفر للناس إمكانيات قصوى للتعبير، وقدّم أميركيون كثر نماذج حضارية عن معاني التضامن الإنساني. وفي المقابل انخرطت مجموعات في أعمال نهب وسلب… والأهم من ذلك، أنّ الأميركيين أنفسهم يناقشون الآن، ومع إقتراب موعد انتخاباتهم الرئاسية، أين أخطأوا وأين أصابوا، عندما اختاروا دونالد ترامب “رئيساً قوياً” لبلدهم، فأسهم في تأجيج صراعات كامنة، عنصرية وطبقية، كان المجتمع الاميركي يتقدّم، ولو ببطء، نحو ايجاد حلولٍ لها.

 

وسيجد هؤلاء أخيراً ما يرتضونه من حلول، والإنتخابات هي مدخل أساسي لها، وتلك ركيزة النظام وسبب قوته. وعندما يتضامن الناس في أوروبا مع المضطهدين، أمثال فلويد، يتضامنون مع أنفسهم، مُعتبرين اميركا وطناً لهم ايضاً، وهو ما يفتقده كثيرون من أصحاب الأصوات العالية في اقليم الشرق الأوسط.

 

عندما ينتهي كل ذلك، سنكتشف أن قانون “قيصر” حيٌ يُرزَق، وهو كفيلٌ بجعل المعنيين بمفاعيله يبحثون عن مصالحهم الفعلية، تضامناً مع فلويد ومع أنفسهم.