Site icon IMLebanon

كافيين وسمك وتوت..الذاكرة لن تموت

تمتلك المواد الغذائية قوّة هائلة تخدم الإنسان من مختلف الجهات، فهي لا تساعد فقط على خسارة الوزن والوقاية من أمراض عدّة فحسب، إنما هي قادرة أيضاً على زيادة التركيز وتقوية الذاكرة وتعزيز أداء الدماغ.

 

لا شكّ في أنّ التقدّم في السن ينعكس على مختلف وظائف الجسم، خصوصاً العقل. والخبر الجيّد أنه يمكن زيادة فرَص الحفاظ على دماغ صحّي من خلال إضافة أطعمة ومشروبات «ذكيّة» إلى النظام الغذائي الصحّي. فما هي؟

– الكافيين: لا يوجد عصا سحريّة لتعزيز معدل الذكاء، غير أنّ بعض المواد، كالكافيين، تساعد على رفع الطاقة والقدرة على التركيز. وسواء حصل عليها الإنسان من القهوة، أو الشاي، أو الشوكولا، أو مشروبات الطاقة، فإنّ مادة الكافيين ستمنحه اليقظة والتركيز والاستيعاب. ولا بدّ من التشديد على أنّ كثرتها تخفّض فاعليتها، بحيث أنّ الإفراط في الكافيين يرفع العصبيّة وعدم الراحة.

– السكّر، وتحديداً الغلوكوز وليس سكّر المائدة: يشكّل مصدر الوقود المفضّل للدماغ! لذلك فإنّ شرب العصير الطازج يوفّر دفعة قصيرة المدى للذاكرة، والتفكير، والقدرة العقليّة. وهنا أيضاً يجب التعامل مع هذه المادة بحذر لأنّ المبالغة بها تُضعف الذاكرة والجسم بأكمله. لذلك يجب الاعتدال في استهلاك السكّر لضمان ذاكرة قويّة من دون زيادة الوزن.

– الفطور: وجدت الدراسات العلميّة أنّ تناول الفطور يؤثّر إيجاباً في الذاكرة والانتباه. فالطلّاب الذين حصلوا يومياً على وَجبتهم الصباحيّة كان أداؤهم أفضل مقارنة بنظرائهم الذين لم يقوموا بالمِثل. أمّا الأطعمة التي تتصدّر لائحة المواد المغذّية للدماغ فتشمل الحبوب الكاملة الغنيّة بالألياف، ومنتجات الحليب، والفاكهة. يُشار إلى أنّ الحصول على فطور غير صحّي ومليء بالسعرات الحرارية يعوق التركيز.

– السمك: يُعتبر مصدراً بروتينياً مثالياً للدماغ لغِناه بالأحماض الدهنية الأساسية الأوميغا 3 التي تُشكّل المفتاح السرّي لدماغ صحّي. وقد رُبط الغذاء الذي يحتوي مستويات عالية من الأوميغا 3 بانخفاض احتمال التعرّض للخرف والسكتة الدماغية وإبطاء تدهور الحال العقليّة. فضلاً عن أنها قد تؤدي دوراً حيوياً في تعزيز الذاكرة، خصوصاً مع التقدّم في السن. لدماغ وقلب صحّيين، يُنصح بتناول حصّتين من السمك أسبوعياً.

– المكسّرات والشوكولا: تُعدّ البذور والمكسّرات مصدراً جيداً للفيتامين E المُضادّ للأكسدة الذي رُبط بتدهور معرفي أقلّ مع التقدّم في السنّ. أمّا الشوكولا، فيتحلّى بدوره بخصائص مُضادّة للأكسدة ويحتوي منشّطات طبيعية كالكافيين التي تزيد التركيز.

– الأفوكا والحبوب الكاملة: يعتمد كلّ عضو في الجسم على تدفّق الدم، خصوصاً القلب والدماغ. إنّ الغذاء الغنيّ بالحبوب الكاملة والفاكهة كالأفوكا قد يقلّص خطر أمراض القلب ويخفّض الكولسترول السيّئ. وينتج عن هذا الأمر انخفاض تراكم الترسّبات وزيادة تدفّق الدم، وهو ما يشكّل وسيلة لذيذة لتعزيز أداء خلايا الدماغ. وعلى رغم أنّ الأفوكا غنيّ بالدهون، إلّا أنها الأنواع الأحادية غير المشبّعة المفيدة جداً للجسم، والتي تساعد على تدفق دم صحّي.

– التوت: أظهرت الأبحاث التي أجريت على الحيوانات أنّ التوت قد يساعد على حماية الدماغ من الدمار الذي تسبّبه الجذور الحرّة، وقد يخفّض آثار المشكلات الصحّية المرتبطة بالتقدّم في السن كالألزهايمر أو الخرف. كذلك وجدت الدراسات أنّ الغذاء الغنيّ بالتوت قد حسّن التعلّم ووظيفة عضل الفئران المسنّة، فجعلها متساوية عقلياً مع الفئران الأصغر سنّاً.

إذاً، قد يبدو الأمر مبتذلاً ولكنه الحقيقة: إذا افتقر الغذاء إلى العناصر الأساسية، فإنه يؤذي حتماً القدرة على الاستيعاب. كذلك فإنّ كثرة أي طعام أو قلّته قد تتداخل أيضاً مع التركيز. إنّ الوجبة الثقيلة تولّد الشعور بالتعب، في حين أنّ السعرات الحرارية المنخفضة جداً قد تؤدي إلى تشتيت آلام الجوع. لذلك يجب البحث عن غذاء متوازن بشكل جيّد ومليء بمجموعة متنوّعة من المأكولات الصحّية.

وإضافةً إلى ذلك، ينصح الخبراء بالنوم لساعات كافية يومياً، وترطيب الجسم بانتظام، وممارسة الرياضة التي تساعد على تعزيز التفكير، وإيلاء أهمّية إلى تمارين التأمّل لإزالة الهموم والمشكلات وضمان الاسترخاء.