Site icon IMLebanon

«إعلان القاهرة» وولادة «المركز» العربي!

خبر جيد ومضيء، التوقيع المصري السعودي على «إعلان القاهرة». هذا «الإعلان»، جسر للعبور الى المستقبل. لا يمكن للعرب، أن يواجهوا كل الهزائم والمصائب وهم متفرقين، وبلا دولة «مركز» تقف في مواجهة تمدد أنقرة وطهران على حسابهم. انهيار بغداد وسقوط دمشق وتقييد القاهرة، غيّب عنصراً أساسياً في المواجهة.

الرئيس عبدالفتاح السيسي، وضع يده بدقة على الجرح فقال: «نحن في أحوج ما نكون، أن نكون معاً، لأن التحديات كثيرة ولا يمكن أبداً إلا أن نكون هنا لنتغلّب عليها ونتصدّى لها». مصر والسعودية معاً يشكلان «المركز» المثالي لكل العرب. كل مقومات القوة يملكانها. من دون تفاصيل، لا مستقبل للعرب ولا أمل من دون هذا التفاهم والبناء المشترك. الأخطار مشتركة وحتى واحدة.

«داعش» وكل «أولاده»، خطر وجودي وليس فقط تخريبياً. «الحرب في سيناء تؤكد ذلك. إنها الحرب بين الدولة والإرهاب الأسود. لا يمكن إلا الوقوف مع مصر المحارِبة بقوة لكي تخرج من هذه الحرب منتصرة. الباقي تفاصيل. 

السعودية تواجه منذ عقود «القاعدة» واليوم «داعش». في داخلها وفي قلب «حزامها» العربي أي العراق وسوريا.

«الهلال الشيعي الإيراني»، خطر على مصر بقدر ما هو خطر على السعودية. لا يمكن ترك النظام الإيراني حراً طليق اليدين في تحويل هذا «الهلال» الى «منجل» يحصد فيه حق الأمة العربية بكل غناها وتنوعاتها العرقية والمذهبية والدينية بالوجود. تاريخياً يقوم الشرق الأوسط في قلب مثلث زواياه: العرب وتركيا وإيران. إسرائيل وليد لا علاقة لها بالمنطقة مهما كانت قوية. لن تكون جزءاً من هذا المثلّث. لا أحد يمكنه إلغاء أحد. إنه التاريخ والجغرافيا والواقع. مصر قادرة على دعم الحسم بالحزم. بعد أن بادرت السعودية ونجحت في وقف الانهيار أمام الهجوم الايراني. القاهرة والرياض تشكلان جناحي «النسر العربي»، الذي يمكنه العودة الى الوجود والتحليق عالياً.

سوريا، نقطة اختبار صعبة للجميع. الرياض وقفت مع الشعب السوري بلا تردد. تحول الحرب في سوريا من انتفاضة شعبية الى حرب كونية، خلط الأوراق والحسابات. الرئيس بشار الأسد أدار الحرب في سوريا ونجح في الصمود أربع سنوات لأنه:

*قاتل وقتَلَ بلا رحمة ولا حسابات غير الانتصار والبقاء الى الأبد. لا شيء يقف في طريقه، كل من شكّل ولو احتمالاً لإعاقة سلطته أزاله سواء كان خصماً أو حليفاً. في الأسابيع الأخيرة، عمد الى تصفية أو إبعاد أي واحد من أعضاء حلقته الأولى بعد أن فكك كل حلقات المعاونين والمنفذين. آخر «ضحاياه» ابن عمّته ذو الهمة شاليش بتهمة «الفساد» وكأن شاليش لم يكن معروفاً من كل السوريين بالفساد والإفساد منذ تولي بشار السلطة. من دون الدخول في الأسماء لأن الجردة طويلة، يعمل الأسد أيضاً على إلغاء أي عنصر يعرف ولو سراً صغيراً من أسرار «جرائمه» وتصفياته.

*وتحالف مع إيران حتى حالة الاندماج الكامل وأصبح كما قال ولايتي: «الأسد خط أحمر بالنسبة لنا». هذا الولاء الأسدي لإيران، هو الذي رفع منسوب التدخل الإيراني الى أعلى مستوى، فحماه وحال دون سقوطه.

*يعرف تفاصيل تركيبة «داعش» و»النصرة» وكل المجموعات الارهابية، لأنه تعامل معهما واستخدمهما في الضغط والترهيب والمقايضة. هذه المعرفة وهذا التعامل القديم الجديد، أهّلته لوضع العالم أمام معادلة: «أنا أو «داعش». تعاونوا معي وأعيدوا شرعيتي أعاونكم في هذه الحرب«.

قد يجد الكثيرون في هذا العالم المعرضين لحرب مفتوحة من «داعش»، في الأسد سلاحاً يساعدهم في القضاء على «داعش». ما يدعم ذلك، الدعم الإيراني الروسي المفتوح للأسد. إيران تقدم المال والسلاح والرجال، وموسكو تضرب «بسلاح« الفيتو المدمّر.

قد ينجح الأسد في تسويق نفسه. لكنه سيبقى ضعيفاً ومطيعاً أمام حلفائه. و»تاجراً» لا يهمه سوى الربح مع الأقوياء والأغنياء. ودائماً «عقرباً» طبيعته القتل حتى ولو تظاهر بغير ذلك. قصة الضفدع والعقرب معروفة جداً. ودروسها غنية جداً. لا أحد صدّق «العقرب» ونجا منه.