يعيش لبنان اليوم على وقع المفاوضات الحاصلة في القاهرة، والتي تتأرجح بين التشاؤم والتفاؤل، في ظل تساؤلات كثيرة عما إذا كان المطلوب منها فتح الطريق للتوصل إلى اتفاق جدّي بين الأفرقاء المتحاربين، أم أنها عملية إلهاء في محاولة لتمرير الوقت لا أكثر.
وفي هذا المجال، يقول النائب التغييري ابراهيم منيمنة لـ “الديار” حول توصيفه للواقع الحاصل اليوم في لبنان، إننا “ما زلنا في إطار المراوحة، أو عملياً في إطار ما يسمى بتوازن قواعد الاشتباك الذي من ناحية يحاول حزب الله الحفاظ عليه، وتسعى “إسرائيل” من ناحية أخرى لكسره كي تكرِّس انتهاء مدة العمل به، وهذا هو حال الحرب المحدودة القائمة في الجنوب، في ظل حالة ترقّب ما إذا كانت هذه الحالة ستتدحرج وتصل إلى حالة حرب شاملة”.
وعما إذا كنا ذاهبين إلى حرب أشمل، يقول إن “احتمالات حصول حرب شاملة عالية جداً، ولا أعتقد أن أي طرف يملك معلومات دقيقة حول إذا كنا نتّجه إلى حرب أشمل، لكن الخوف من رهانات نتنياهو على توسيع الحرب في لحظة معينة، يتمكن فيها من اقتناص دعم أميركي لتغطية عدوانيته، في محاولة لقلب موازين إقليمية معينة. فهذا هو الرهان الأوسع اليوم الذي يعمل عليه نتنياهو، ومع الأسف فإنه كلما طالت فترة ما يسمى بجبهة المساندة، كلما زادت فرص التصعيد وباتت كبيرة، لأنه مع الوقت لا يبدو أن رهانات الحرب تتراجع، إنما على العكس فهي تتزايد، لأن نتنياهو يستغلّ أكثر فأكثر فتح الجبهة لتصعيد الوضع العسكري لاستفزاز أو حشر حزب الله للقيام بردّ أوسع، للوصول إلى ما يعتبره هو كحرب دفاع عن النفس، ويستجدي بعد ذلك الولايات المتحدة الأميركية لدعمه، وهذا هو السيناريو الذي يعمل نتنياهو للوصول إليه والمراهنة عليه”.
وبالنسبة لما يعتبره البعض أنه لا يجب إعطاء نتنياهو أي فرصة لتدمير لبنان، يقول “بالطبع لا يجب إعطاء “إسرائيل” أي فرصة لتدمير لبنان، ونحن ممن ينادون بمراجعة جدوى فتح جبهة مساندة على مستوى دعم القضية الفلسطينية أو مواجهة الإبادة الحاصلة في غزة، لانها خلقت فرصة للعدو الإسرائيلي لاستغلالها في عملية ضرب معادلة الردع، بحيث أصبحت معادلة الردع هذه شبه محسومة بسبب إدخال لبنان في منظومة وحدة الساحات”.
وحول “الطحشة” الديبلوماسية باتجاه لبنان الأسبوع الفائت، يرى أن “كل هؤلاء أجمعوا على ضرورة إيقاف جبهة الجنوب، والذهاب إلى وقف لإطلاق النار لتجنيب لبنان أي حرب كبرى يعمل نتنياهو للتخطيط لها، وقد حذّروا من خطورة أي عمل قد يؤدي إلى إدخال لبنان في أتون هذه الحرب”.
وعن الملف الرئاسي المقبل، يؤكد أن “الملف الرئاسي لن يتحرّك قبل انتهاء الأعمال الحربية في غزة كما في الجنوب، وبالتالي نحن اليوم أمام شلل تام، ولا سيما أننا على مشارف حرب في ظل غياب المؤسسات القادرة على مواجهة هذا الاستحقاق الكبير الذي من الممكن أن يواجه لبنان واللبنانيين”.
وما إذا كانت نتيجة الحرب القائمة هي من ستسمي الرئيس المقبل، يرفض منيمنة هذا الطرح، لأن “مجلس النواب هو وحده من يعكس موازين القوى الحقيقية، ولا نريد لأن يكون لهذا الاستحقاق أي تدخل أو انعكاسات على الاستحقاق الرئاسي”.