Site icon IMLebanon

الغرب على التوقيت العبري

 

لم نكن في حاجة الى قمة القاهرة لنكتشف أن الغرب الأميركو – أوروبي يعتمد في سياساته، اتجاه الشرق الأوسط، على التوقيت الصهيوني. بداية نود أن ننوه بالدور الذي تقوم به مصر منذ الهجوم الوحشي على غزة، المتفلّت من القيَم الإنسانية والأخلاقية والقانونية كلها. فقد بذل الرئيس عبد الفتاح السيسي جهوداً حثيثة في محاولات متعددة لاحتواء الصراع من جهة ولمحاولة التخفيف من جريمة الحرب الإسرائيلية المتمادية التي يرتكبها نتانياهو وزمرته وعصاباته المتوحشة، إلّا أن ما حفلت به قمة القاهرة، يوم السبت الماضي، بيّن بوضوح لا يحتمل أيّ لبس أو إبهام، إن تجو بايدن وحلفاءه يدعمون الجرائم التي يرتكبها السفاح بنيامين نتانياهو وعصاباته.

 

ولقد تقدمت وزيرة خارجية إيمانويل ماكرون الجميع في المزايدة على نظيراتها ونظرائها الغربيين في الولوغ في دماء الأبرياء من سكان غزة الأبرياء العُزَّل. لدرجة أننا لم نكن نصدّق سمْعَنا والبصر ونحن نتمعن في أقوالها العنصرية المقيتة وهي لا تكتفي بأن تتبنّى مواقف الجزّار الصهيوني، بل بدت وكأنها شريكة فاعلة في الجريمة. وفيما اكتفى الجانب الأميركي بأن يخوض معركة تجو بايدن الرئاسية الانتخابية على جثث أهل غزة ودمائهم وحقوقهم في الحياة الآمنة  كان لافتاً المستوى المتدني الذي مثّله في القمة بموظفة ليست حتى من الفئات الأولى، ما يكشف أيضاً وأيضاً هذا الاستعلاء السخيف، وكذلك قرار الأميركي عدم اتخاذ أي قرار كانت تسعى إليه القاهرة، التي حسناً فعلت في البيان الذي أصدرته خارجيتها حول حقيقة الخلافات الجوهرية داخل القمة.

 

واللافت (في قمة القاهرة وخارجها) أن معظم المسؤولين الأوروبيين والأميركيين الذين هم من أصول عالم ثالثية، أمعنوا في المزايدة على الآخرين، وكأنهم نسوا أو تناسوا ما عانت بلدانهم على أيدي الاستعمار الأوروبي وجرّاء الغطرسة الأميركية. وكنا تحدّثنا، في عجالة سابقة، عن الموقف المخزي لرئيس وزراء بريطانيا، الهندي الأصل، الذي يجلس على كرسي ونستون تشرشل في «10 داونينغ ستريت».؟!.

 

أمّا استعراضات السفّاح نتانياهو البهلوانية في الجانب المقابل لحدودنا الجنوبية مع فلسطين المحتلّة، فليست سوى دليل قاطع على ما يتخبّط فيه من إخفاقات وأيضاً ما ينتابه من هواجس وكوابيس لما ينتظره من انهيار لمستقبله السياسي، وهذا ما تحدّثنا عنه مباشرة، في «شروق وغروب» في اليوم الأول لهذه الحرب العدوانية التي يشنها على غزة والتي لا يمكن لنتائجها (أيّاً كانت) أن توقف زلزلة الأرض تحت قدميه، ولا أن تعيد الهيبة الى جيش الحرب الصهيوني المهزوم الذي لا يفلح سوى في أن يقصف عن بعد ليقتل ويدمّر ويهجّر، ولكنه يخشى مواجهة المقاومة في كل مكان بشهادة ضباطه وجنوده.