Site icon IMLebanon

قالب كاتو الحوار  والشموع العشر

لا يُعرَف ما إذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد أعدَّ للمتحاورين مفاجأة هي عبارة عن قالب كاتو عليه عشر شموع للإحتفال بمرور عشرة أعوام على طاولة الحوار، فهذه الطاولة التي انطلقت في العام 2006، وبتدبير وطلب من الرئيس بري نفسه، ما زالت تدور وتُفتَح وتُقفَل من دون طائل، لأنها عملياً لم تحقق شيئاً حتى الآن:

لا في طبعتها الأولى في مجلس النواب ولا في طبعتها الثانية في قصر بعبدا ولا في طبعتها الثالثة، ولا حتى في ثلاثيتها أمس واليوم وغداً.

طاولة الحوار إختراع من ضمن الإختراعات اللبنانية التي تعكس مأزق النظام، فحين انعقدت في العام 2006 كان البند الأول على جدول أعمالها الإستراتيجية الدفاعية، بقي الكلام في هذا البند أربعة أشهر إلى أن اندلعت حرب تموز فطارت الطاولة وطار بندها.

اليوم لا أحد يتحدَّث في الإستراتيجية الدفاعية بل عن السلة المتكاملة التي تعني رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والحكومة والقانون الجديد للإنتخابات النيابية والتعيينات البارزة في الإدارة والمؤسسات.

بمجرد قراءة هذه العناوين، يكاد المراقب أن يستنتج أنَّ طاولة الحوار تكاد تنوء بهذه الملفات الثقيلة، أما الإستنتاج الثاني فهو:

كيف العبور إلى البنود التالية طالما أنَّ البند الأول، أي رئاسة الجمهورية، هو العقدة الكأداء ولا إمكان لحلها في هذه الظروف؟

فقبل أيام من طاولة الحوار، كان لقاء بين الرئيس بري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، ما لفت في كلام فرنجيه قوله أنَّه متفقٌ مئة في المئة مع الرئيس بري، إذاً رئيس الطاولة طرفٌ وليس حَكَماً، هذا في الشكل، فكيف تنجح الطاولة في المضمون طالما انها لم تنجح في الشكل؟

يعرف الرئيس بري، قبل غيره، أنَّ غياب الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصرالله عن طاولة الحوار، يعني أن ليس هناك خطوات تقريرية بل مجرد تبادل أحاديث لا تُقدِّم أو تؤخِّر في المشهد العام:

البلد يحتاج إلى رئيس جمهورية، ليس اليوم فحسب، بل منذ عامين وشهرين، وطاولة الحوار لن تؤمِّن رئيس جمهورية.

البلد يحتاج إلى قانون جديد للإنتخابات النيابية، وطاولة الحوار لن تؤمِّن القانون الجديد للإنتخابات النيابية.

البلد يحتاج إلى قرار بمكافحة الفساد والفاسدين، وطاولة الحوار لن تؤمِّن هذا الهدف.

البلد يحتاج إلى بسط المؤسسات الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية، وطاولة الحوار لن تحقق هذا الهدف.

أكثر من ذلك، هناك عاملٌ أساسي لا أحد يتنبَّه له، أو أنَّ هناك تنبُّهاً ولكن من دون جدوى:

في إحدى مراحل طاولة الحوار، لم تكن الحرب السورية قد اندلعت ولم يكن النازحون يُشكِّلون أيَّ ملف، اليوم هناك ثلاثية حوارية فيما في البلد مليونا نازح، فهل من معالجات تقدمها الطاولة لهذه المعضلة أم أنَّ سلة بري لا تتسع لملف فيه أكثر من مليوني نازح.