Site icon IMLebanon

خدعة الحوار 39/12  

 

 

أخطر ما يطالعه ارتفاع إعلانات كثيفة على كلّ طرقاته عن بازار جوازات سفر بالجملة معروضة للبيع وأخطرها إعلان الهجرة الذي يرتفع على طول طريق المطار “Canada On” لماذا تريد هذه الدول تهجير اللبنانيين من وطنهم، وبالمناسبة ما دامت “Canada On” لماذا لا تأخذ عن ظهر لبنان كم مئة ألف من اللاجئين السوريين وتستفيد من قدراتهم في أراضيها الواسعة خصوصاً أنّ عائلات كثيرة منهم نجحت في الاندماج في المجتمعات الكنديّة، من يستهدف تفريغ لبنان من اللبنانيّين ومن الذين يريدون توطينهم مكاننا؟ وهل فعلاً أنّ المسيحيّين فقط هم المستهدفون بالهجرة أم كلّ اللبنانيّين، أين وزير الخارجيّة عبد الله بو حبيب يشرح للبنانيّين حقيقة كثافة هذه الإعلانات  وفي هذا التوقيت بالذّات؟!

 

الحديث عن الحوار بعد فشل الجلسة النيابيّة الـ 12 يستوقف العارفين بأنّ لعبة انتخاب رئيس للبنان ستبقى تدور في حلقة مفرغة طالما الدويلة مصرّة على فرض مرشّحها للرئاسة سليمان فرنجيّة ولو رفضه كلّ لبنان، هو دعوة اختباء خلف ورقة تين الحوار بسبب الضغط الدّولي الذي يتعرّضون له، عندما عطّل حزب الله البلاد عامين ونصف العام من أجل فرض مرشّحه ميشال عون عقد مجلس النواب 39 جلسة بالتّمام والكمال اعتمد فيها نفس السيناريو دورة أولى ثمّ تطيير نصاب الدّورة الثانية، وللمناسبة لم تكن “الثنائيّة الشيعيّة” تدعو للحوار، مع أنّ تجربة فشل الحوار معها واحتيالها في كلّ مرّة على كلّ ما تمّ الاتفاق عليه في كلّ مرّة صدّق الفرقاء خدعة الحوار مع نفس الفريق!

 

نظرة من اللبنانيّين حول حجم الانهيار الذي ينتظر الجميع تجعل فؤاد المرء ينخلع من مكانه، وبالرّغم من كلّ هذا النّكد السياسي يؤكّد لبنان إذا نظرت على زحمة مطاره أنّه بلدٌ وشعبٌ معجزة مستعصٍ على التركيع،  وإن هذه الطبقة السياسيّة تغضّ طرفها عن كلّ هذه الحقائق المخيفة من أجل مصالحها الشخصيّة، كلّ هؤلاء لا يبالون لو مات الشعب كلّه في سبيل بقائهم في مناصبهم، هناك فريق في البلد لا يريد لا دولة ولا بلداً إلا بما يتناسب وأجندته فقط!

 

نحن دولة تحتال على نفسها دائماً باستخدام كلمات مبهمة “دعوة للحوار” ـ تخيّلوا أنّ هذه الأكذوبة تنعقد منذ العام 1975 وحتى اليوم ـ ويُفسّرها كيفما يشاء ووقتما يشاء، حتى بيانات حكوماتنا مخادعة بالعبث بمفرداتها التي عُطّلت حكومات كثيرة وفرضت فيها بنود أكّدت لنا دائماً أن لبنان مخطوف من فريق أو محور، وأننا ملوك التحايل على اللغة العربية وتضييع شنكاش معانيها، هل تذكرون كيف وصفها مرّة النائب وليد جنبلاط بـ”المطّاطة” عندما احتدّ النقاش على طاولة حوار العام عام 2006 على كلمة “ترسيم الحدود” و”تحديد الحدود” بين لبنان وسوريا، والرسم غير التحديد وهو فخٌّ لتعطيل المطلب اللبناني آنذاك، ومثله كلّ البيانات الحكوميّة التي علقت في فخّ ثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة، والأمثال لا حصر ولا عدّ لها!!

 

دولة مشلولة مستتبعة للوليّ الفقيه الإيراني، هذا واقع لا يُظنّن أحد أنّ لبنان قادرٌ على التفلّت منه وأمرٌ صعبٌ تحقّقه في ظلّ سيطرة الدّويلة!