لا مصلحة لأحد، في التوجه نحو التطرّف.
وليس انتصاراً للبنان، الإمعان في المواقف الآحادية.
والحوار، كان أساساً لنيل المبتغى، لا للفراق.
وهذا الكلام موجّه الى الجميع، لا الى فريق واحد.
وما حدث في مجلس الوزراء قبل ٤٨ ساعة، قد يتكرر الخميس المقبل.
وقد يعود الجمع الظافر، الى التعقل، وتسلم الجرّة في نهاية الطريق.
طبعاً، لا أحد يريد كسر حِكم رئيس مجلس الوزراء.
ولا أحد يقبل، بأن يصبح موقع رئاسة الجمهورية، معروضاً للتجريح.
والرئيس تمام سلام، لا يسعى الى ذلك، لكنه لا يسعى أيضاً الى سقوط حكمته، وسقوط هيبته، ولا الى اضعاف مركز الرئاسة الثالثة.
والحوار الذي يقوده الرئيس نبيه بري بين تيار المستقبل وحزب الله صعب، وقاسٍ، بفصوله والأتراح، لكن رئيس المجلس جعل الإفطار في عين التينة فطوراً للتهدئة، وشعاراً للمحبة، وملاذاً للحوار لا للتنابذ.
كان الوزير خليل أبو حمد، داعية وئام، واستطاع، عندما اختير وزيراً للخارجية في حكومة الشباب، العام ١٩٧٠، ان يسحر قادة العالم، وان يبقى أعواماً في منصبه، لأنه كان يكبح جماح التعنّت بالتواصل.
ومن أجل ذلك، برز وزير الخارجية كواحد من أبرز الوزراء، على الرغم من انه كان جديداً في الكار.
من هنا، دعوة العقلاء، الى الرواق بين ٨ و١٤ آذار.
وحزب الرواق ينمو بهدوء، لكنه صعب.
والرواق مثل حزب الاوادم الذي اطلقه الرئيس تمام سلام، عندما كان نائبا عن بيروت.
ولا احد ينسى مقاطعته للانتخابات النيابية، عندما قاطعها المسيحيون.
كان صائب بك، وتمام بك ضد الانغلاق، ومع الانفتاح.
لماذا هذا الترويج للقطيعة؟
ولماذا الدعوة الى الانقطاع عن الحوار؟
ولماذا شحذ العنعنات السياسية، في زمان تصفية الخلافات؟
اسهل شيء الآن، هو شحذ الخلاف.
واصعب شيء هو كف الاحقاد وسيادة الرواق.
يا جماعة، طولوا بالكم.
لا الذهاب الى الفيدرالية هو الحل المطلوب.
ولا العودة الى حروب المذاهب تشفي غليل المواطنين.
وحده حزب الرواق هو المطلوب.
ولبنان ضاق ذرعا بالخلاف، ولا تندمل جروح بالصراع.
وحده الرواق هو حزب المرحلة.