يعمل كل فريق على حشد أكبر عدد من الأصوات لمرشحه. ويواصل «الثنائي الشيعي» الضغط على بعض النواب المتردّدين لخطف أصواتهم. وتكثف المعارضة إتصالاتها تحضيراً لجلسة 14 حزيران، ومثلها يفعل رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل.
لا سيناريو نهائياً لجلسة 14 حزيران. وتشير التوقعات إلى عدم إنتخاب رئيس، لكن من الآن حتى 14 الشهر الجاري قد تحدث أي مفاجأة خصوصاً أنّ أرض السياسة اللبنانية خصبة لهكذا إحتمالات.
وعلى الجبهة المعارضة، أخذت «القوات اللبنانية» الموقف الحاسم وأيّدت ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. وتؤكّد معراب أنّها لا تناور، بل تكثّف إتصالاتها من أجل نيله 65 صوتاً في الدورة الأولى. وبرز موقف متمايز لرئيس حزب «الوطنيين الأحرار» وعضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب كميل شمعون من ترشيح أزعور، وقدّ فسّره البعض رغبة من شمعون بعدم التصويت لأزعور والذهاب إلى خيار الورقة البيضاء.
ومعروف تاريخياً عن حزب «الأحرار» حرصه الشديد وتضحيته من أجل وحدة الموقف المسيحي. فبعد أحداث الصفرا المشؤومة في تموز من العام 1980، تصرّف الرئيس الراحل كميل شمعون كرجل دولة مسؤول وأوقف الصدام الدموي بين المسيحيين ومنع الشرخ في «الجبهة اللبنانية» ولو على حساب الحضور العسكري لـ»نمور الأحرار».
ولم يُصدّق الرئيس الراحل الياس الهراوي وجود رجال سياسة في لبنان لا يريدون السلطة ويعملون بالمبادئ، وهذا الأمر إستنتجه الهراوي عندما حاول، والسوري معه، إغراء النائب دوري شمعون عام 1992 مغدقاً عليه الوعود النيابية والوزارية شرط كسر المقاطعة المسيحية في إنتخابات 1992، لكن شمعون رفض كل المغريات.
وتكرّر الأمر نفسه مع دوري شمعون عام 2016 بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، يومها زار شمعون قصر بعبدا للمشاركة بالإستشارات النيابية وأكّد أنه ابن كميل شمعون ويتصرّف إنطلاقاً من حرصه على موقع الرئاسة الأولى، ويرمي الخلافات السابقة خارج قصر بعبدا ويدخل إلى القصر.
إذاً، وفي وقت حصل أوسع إجماع مسيحي على رفض مرشح «حزب الله» رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية، وتلاقت «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحرّ» و»الكتائب اللبنانية» وحركة «الإستقلال» والنواب المستقلون والتغييريون على فكرة عدم الخضوع لإرادة «الثنائي الشيعي»، وترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، حاول البعض التصويب على هذا التقاطع التاريخي من بوابة عدم تصويت رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب كميل شمعون لأزعور.
لكن شمعون الحريص على وحدة الصفّ المسيحي ووحدة المعارضة، يشرح كل هذه الإلتباسات، ويقول لـ»نداء الوطن»: أنا لست ضدّ أزعور، فالرجل جيّد وكان في حكومة 14 آذار الأولى، لكن ما أريد معرفته هو برنامجه للحكم على مدى 6 سنوات وكيف سيتصرّف في الملفات المالية والإقتصادية والعسكرية. ويوضح أنه ينتظر إتصال أزعور به ليطلع على كل هذه الامور»،
لن يكون حزب «الوطنيين الأحرار» خارج الصفّ المسيحي كما يؤكد، بل هو يعمل لوحدة هذا الصف وحماية المبادئ الأساسية التي قام عليها لبنان، ويرغب شمعون بمعرفة رأي أزعور من موضوع سلاح «حزب الله»، حيث لا يمكن بناء دولة والقيام باصلاحات بلا حلّ أزمة السلاح.
تراهن «القوات اللبنانية» والحلفاء على حصد أكبر عدد من الاصوات لأزعور في الدورة الأولى، لتثبيته كمرشّح قادر على الوصول، من هنا يؤكّد شمعون على قدرة المعارضة على جمع أكبر رقم وتخطي رقم فرنجية، وسط وجود ضغط دولي من أجل إتمام الإستحقاق الرئاسي.
وينفي شمعون نفياً قاطعاً وجود أي خلاف مع «القوات اللبنانية»، فهو عضو في تكتل «ألجمهورية القوية» والتنسيق دائم مع الحزب ورئيسه الدكتور سمير جعجع، ويعتبر أن من يحاول دق إسفين مع «القوات» سيفشل حتماً، فوجود تباين لا يعني الخلاف والفراق، والأمور تعالج. صوّت شمعون في الجلسات الماضية لمرشح المعارضة النائب ميشال معوّض، ويؤكّد حالياً أنه عندما يتصل به أزعور ويقتنع ببرنامجه سيصوّت له حتماً، فموقفه ليس من شخص أزعور بل يريد معرفة برنامجه.