Site icon IMLebanon

باقة من أقوال مونسنيور

 

 

في سعيها الدائم إلى تحقيق “رايتينغ” عالٍ، تستضيف البرامج الحوارية شخصيات مستفزّة ومثيرة للجدل، مثل المونسنيور كميل مبارك ( 75 سنة)، وهو المصنّف في خانة “صقور” العونيين من كبار الدعاة إلى تطبيق “الفدرالية” من دون التلطي خلف اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة. يعتقد المونسنيور أن بتخطيه المحظورات والتوقعات والسقوف، يحدث صدمة في المجتمع السياسي، لكن في الواقع، هو يحدث فجوة بينه وبين الآخر. ويبدو في إجاباته السريعة ومواقفه الحازمة والصادمة الجاهزة كمن يملك الحقائق والمعرفة الكاملة المعدّة كطبق كامل للإخوة المشاهدين. من فم “المونسنيور” إلى المستهلك المسيحي، تصل المعلومة بطريقة سهلة وفعّالة. وهذه باقة من خبطات مبارك التلفزيونية:

 

“لو لم يكن عون رئيساً، كنا زحفنا على الأرض بس عون لم يزحف ولم ينكسر امام المؤامرات والضغوطات والانكسارات، بل تحمّل الصعوبات ومن يسند الجبل من الطبيعي ان يتعب”، إذا جمعت القول هذا إلى ما قاله صهر العهد في عمه، تصل إلى خلاصة جيولوجية مفادها أن جبلاً بات يسند الجبل. وما يجدر ذكره منح عون مبارك وسام الأرز، تقديراً لعلمه وبدوره منح مبارك عون وتلميذه النجيب كل الحب والتبجيل، فـ”إذا كانت كل الأحزاب ضد باسيل فأنا معه”. هذه أيضاً وردة من الباقة.

 

ومن دون تردد جهر “المونسنيور” ذات يوم في “صار الوقت” بأن من دمّر بيروت هدفه تهجير المسيحيين. درس المجرم إتجاه الإنفجار وعصفه المجنون وأقدم. في تلك الحلقة وجد الكثيرون أن القاضي خلدون عريمط كان خير ناطق باسم بكركي!

 

يدعم مبارك مواقفه العنفوانية بـ”خبريات” يرويها كأنه شاهدٌ عليها “أبلغ مبعوث الإدارة الأميركية الى لبنان في أواخر العام 1975، الزعماء المسيحيين ان السفن جاهزة كي تبدأ عملية تهجير المسيحيين من لبنان كي يحلّ مكانهم اللاجئون الفلسطينيون”، يعرف المونسنيور أكثر مما يعرف فؤاد بطرس.

 

سأستعين إذاً ببطرس ومذكراته: “وصل الديبلوماسي الأميركي إلى لبنان في الحادي والثلاثين من آذار 1976 (وليس في العام 1975)، موفداً فوق العادة من حكومته للحلول موقتاً محل السفير في بيروت جورج غودلي (…) سألته عن الإنطباع الدي كوّنه عن الزعماء المسيحيين فأسرّ لي: “زعماؤكم لم يؤثروا فيّ، ولم يعطوني الإنطباع بأنهم مدركون بالفعل لما يجري. كل همهم أن يسألوني عما إذا كانت الولايات المتحدة سترسل قواتها العسكرية إلى لبنان للإمساك بالوضع. وقد أجبتهم بان هذا الأمر غير وارد، فأخذوا يلحّون بالسؤال عن موقف بلادي إذا بدأت عملية إبادة المسيحيين، عندها قلت لهم لا تضعوا بين الإحتمالات نزول قوات أميركية في لبنان، في حال بدا أن خطر إبادة يتهدد المسيحيين سوف نرسل لكم عندئذ سفناً لإنقاذكم لا جيوشاً”. وليس في المحاضر التي دونها السفير الشاب المرافق لبراون، باتريك ثيروس Patrick thyros أي كلام عن عرض التهجير، كما ذكر المونسنيور الكليّ المعرفة.

 

من خارج الباقة: فوجِئتُ بأن المونسنيور مبارك يشغل اليوم موقع عميد معهد الدكتوراه في جامعة الحكمة.