Site icon IMLebanon

قمة «كامب ديفيد» .. تطورات إيجابية لم تلغٍ الخلافات

يلتئم اليوم عقد قمة كامب ديفيد بحضور الرئيس الاميركي باراك اوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي. ويبحث المجتمعون في هذه اللحظة المفصلية اهدافا تبدو متباعدة، وان تقاطعت في بعض النواحي. فالولايات المتحدة تريد اولاً تغطية خليجية للاتفاق مع ايران على ملفها النووي المتوقع انجازه آخر الشهر المقبل، فيما تسعى دول الخليج للتوصل الى التزامات واضحة بمساعدتها في الدفاع عن امنها في مواجهة التمدد الايراني في دولها بما زعزع استقرار عدد من الدول العربية وبات يهدد استقرار دول الخليج نفسها.

وقد أقر مسؤولون اميركيون سابقون، وأولهم هنري كيسنجر في مقالة صحافية، بأن «الطلاق بين الاتفاق النووي والاستراتيجية الاقليمية» من ابرز نواقص الاتفاق المنتظر. فإدارة اوباما تريد ان تنال من القمة رضى خليجياً على توافقها مع ايران بشأن الموضوع النووي، ليساعدها، كما يرى سياسي سيادي لبناني مخضرم، في تخطي معارضة الكونغرس الذي نجح في فرض ضرورة موافقته على الصيغة النهائية. كما وانها تسعى عبرها للتعويض عن إبعادها دول الخليج عن مجريات الامور خلال أشهر التفاوض الطويلة. وسيقتصر حضور القمة على غالبية من اولياء العهد في الدول الخليجية، وقد كان العاهل السعودي اول من اعلن امتناعه عن الانضمام اليها. وتسعى هذه الدول الى الحصول من الولايات المتحدة على ضمانات صلبة وتعهدات واضحة بمساعدتها في الحفاظ على امنها من دون اي اوهام بالتوصل مثلا الى معاهدات دفاعية. ويعني ذلك مجرد ان لا يرتبط اي حل للخلاف النووي بالسماح لإيران، مداورة او علنا، بهيمنة واسعة او بنفوذ متنامٍ في الشرق الاوسط.

ويلفت المصدر الى ان مرد هذا التشديد الخليجي تمييز الولايات المتحدة بلسان رئيسها بين الاعتداءات التي قد تتعرض لها هذه الدول من خارجها، وتلك التي قد تنبع من داخلها. فزعزعة الاستقرار الذي وقفت ايران وتقف دائما وراءه هو في نظرها مساو للاعتداء الخارجي. فحل الخلاف النووي سيوفر لطهران قدرات مالية هائلة قد تستخدمها في زيادة دعمها ومساندتها لحلفائها المنتشرين في الداخل العربي.

وقد بقيت كل هذه الخلافات رغم وجود جملة متغيرات ايجابية ظهرت مؤخرا بدءاً من امتناع موسكو، جريا على عادتها، عن استخدام حق النقض في مجلس الامن في مواجهة قرار عن «عاصفة الحزم». وأعقب ذلك قيام وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأول زيارة لروسيا منذ اندلاع الخلاف على اوكرانيا. وقد استبقت موسكو الزيارة بإعلان انفتاحها على التعاون في ملفات العلاقات الثنائية والملفات الاقليمية الساخنة.

ويدرج المصدر هذه الزيارة في اطار رغبة اميركية بتحريك المسار السياسي في سوريا خصوصا بعد «عاصفة الحزم« التي اعقبت مطالبة اوباما الدول العربية بالمبادرة العملية لحل ازماتها ردا على انتقادات لتلكؤ السياسة الاميركية عندما قال في مقابلة صحافية «هل تحركتم وعرقلنا تحركم». وتزامن ذلك وفق المصدر نفسه مع توافق ظاهر سعودي- تركي – قطري لدعم المعارضة السورية المعتدلة في مواجهة النظام والتكفيريين معا، وهو ما ظهر جليا في جملة الانتصارات التي حققتها في جنوب سوريا وشمالها. اما السعودية التي شكلت عمليا «عاصفة الحزم» اول رد عسكري من قبلها على التمدد الايراني فقد تزامنت خطوتها هذه مع انتقال السلطة في وقت غاب فيه العراق وسوريا عن معادلة التوازن الاقليمي، فيما مصر منشغلة بتسوية امورها الداخلية السياسية والاقتصادية.