IMLebanon

«حملة».. على مين؟

حاز رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على مساحة كبيرة في منظومة «الممانعة» الاعلامية. الحملة على السنيورة انطلقت منذ أكثر من شهر، وتحديداً منذ إعلان موعد توجّهه الى المحكمة الدولية للادلاء بافادته في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بعد أن أجّل الموعد الأول لأسباب صحية .

«الهجمة» العنيفة على السنيورة مردها، بحسب مصادر مطلعة، الى أن «حزب الله« كان على علم بمضمون افادته، التي لم تتغيّر عن تلك التي ادلى بها امام المحققين الدوليين في بيروت. 

الحملة على السنيورة تصاعدت صبيحة اليوم الثاني من افادته امام «المحكمة» امس. رسالة «استباقية» اطلقتها «المنظومة»، اذ اعتبرت، في قراءة لليوم الأول من شهادته، أن «السنيورة الذي اطلق الاتهامات يمينا شمالا، لم يجرؤ على التلفّظ باسم حزب الله ضمن لائحة المتورطين بالاغتيال»! هكذا بالحرف.

ولكن يبدو أن رسالة حزب الله لم تلقَ آذاناً صاغية لدى السنيورة، الذي كشف أمس أن «الرئيس الشهيد رفيق الحريري أبلغه اكتشاف محاولات عدة لحزب الله لاغتياله منذ نهاية 2003 وبداية 2004».

أن تعارض «حزب الله« في السياسة، يعني أنّك «تهدد الاستقرار في لبنان»! ليس بالضرورة أن يصدر هذا الكلام عن لسان مسؤولي حزب الله بالمباشر. يكفي أن يُعمّم الحزب «تعليمته» على منظومته الإعلامية، حتى ينتشر التهديد في صحف ومحطات ومواقع «المنظومة» الإخبارية، وبصيَغٍ مختلفة. في النهاية «كلّه بيردّ حزب».

عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل« النائب السابق مصطفى علوش استغرب في حديث الى «المستقبل»، «الحملة على الرئيس فؤاد السنيورة ، وبخاصة أن حزب الله، الذي يعيش على إرهاب الآخرين، يعلم جيّداً أن ما من افادة يمكن أن تعادل ما اكتُشِف في ساحة الجريمة».

وأشار علوش الى أن « افادة السنيورة لم تجرّم حزب الله، انما هو تحدّث عما دار بينه وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري، دون تقديم معطيات جرمية جديدة. فالمعطيات الأهم هي تلك التي كشفتها ساحة الجريمة، والتي افضت التحقيقات الدولية فيها الى اتهام 5 عناصر من حزب الله بالتخطيط والمشاركة في اغتيال الرئيس الحريري».

وعن مصير طاولة الحوار في هذه الاجواء المتشنّجة، قال علوش إن «الحوار سيستمر لسبب واحد، وهو حاجة الطرفين الى الاستقرار في الوقت الراهن»، مؤكداً أن «الحوار لن يتوصّل الى نتائج طالما أن القضايا الاساسية لم تبحث فيه».

يبدو أن التلويح بـ»نسف الاستقرار» على «الطالعة والنازلة» ليس له علاقة مباشرة بإفادة الرئيس السنيورة أمام المحكمة الدولية أو غيرها. ربما يظن «حزب الله«، أنه بتهديداته تلك، يؤسّس لمرحلة جديدة تقوم على بناء حاجز الخوف من جديد، من خلال ضرب الحريات العامة، في زمن تسقط فيه حواجز الخوف على مساحة الوطن العربي!