Site icon IMLebanon

هل في إمكان «حزب الله» العودة من سوريا؟ كيف ومتى؟

 

على هامش الحديث عن مسلسل العقوبات الجديدة التي تلت خروج الأميركيين من التفاهم النووي الإيراني والتي فُرضت على قيادات وكيانات إيرانية أو صديقة لها، تعدّدت السيناريوهات؛ ابتداءً من الحديث عن تفكيك الميليشيات العراقية، وصولاً إلى سحب «حزب الله» من سوريا، وهو ما طرَح سؤالاً جريئاً: هل في استطاعة «حزب الله» العودة إلى لبنان؟ كيف ولماذا؟

يقارب اللبنانيون الخطوات الأميركية الأخيرة التي تلت تجميد الاعتراف بالتفاهم النووي الإيراني بكثير من الانطباعات المتناقضة. فبين من ينظر اليها على انّها من مسلسل الخطوات الأميركية الفاشلة الساعية الى استعادة مواقع فقَدتها بانسحاب الإدارة السابقة من المنطقة وملء الإيرانيين وفئات متعددة للفراغ، وأخرى تتطلع الى جدّية الرئيس الأميركي الجديد في خطواته الجازمة ولو جاءت بنتائجها السلبية على حلفائه قبل الخصوم.

وما هو واضح أنّ لكلّ من اصحاب هاتين النظرتين المتناقضتين ما يَدفعه الى التمسّك بهما. فأصحاب النظرية الأولى لديهم ما يكفي لتبريرها. ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

– إنهيار «دويلة» كردستان العراق في ايام قليلة بعدما اعتُبرت قاعدةً متقدّمة للأميركيين في المنطقة واستعادة الدولة المركزية العراقية لكلّ ثرواتها وصلاحياتها على النفط والمعابر البرّية والجوّية، وهو ما ينبئ بما يمكن ان يكون عليه مصير الموالين للأميركيين في ايّ منطقة من العالم.

أمّا اصحاب النظرية الثانية فهم يتوقّفون امام ما حقّقه الرئيس دونالد ترامب في ما عبَر من ولايته في البيت الأبيض ليستعينوا بها في دعم نظريتهم. وهم يشيرون الى الآتي:

وتعترف مصادر ديبلوماسية وعسكرية تراقب تطورات المنطقة انّه وبمعزل عمّا تقول به هاتان النظريتان فإنّ الإدارة الأميركية الجديدة كشَفت عن اهدافها بنحوٍ لا يقبل الجدل، وأبرزُها إعادة فتحِ باب المفاوضات في شأن التفاهم النووي وتمديد ما سمّيَ مهلة السنوات العشرة «2015 – 2025» وإضافة ملف الصواريخ البالستية من ضمنه وقفُ تمدّدِ ايران خارج حدودها الجغرافية، وهو ما يعني الطلب اليها طوعاً تقليصَ دورها ووجودها في العراق وسوريا واليمن ولو بدرجات متفاوتة.

وأمام هذه البانوراما الأميركية التي رسمتها التوجّهات الجديدة تتوقّف مراجع عسكرية ودبلوماسية امام احدى مظاهرها التي قالت بسحبِ الوحدات الموالية لإيران من سوريا، و«حزب الله» في مقدّمها، بعدما أرفَقت ذلك وبالتعاون مع المملكة العربية السعودية بفرضِ عقوبات متشدّدة على شخصيات قيادية من الحزب وكيانات عسكرية واقتصادية ومالية، وهو ما فتح الباب امام نقاش حول وجود «حزب الله» وإمكان انسحابه من سوريا والعودة الى لبنان كما يطالب به اللبنانيون ايضاً من دعاة تطبيق مبدأ «النأي بالنفس» بالصيغة التي اعتمدتها الحكومة وشدّدت عليها عقب عودة الحريري عن الاستقالة التي اعلنها من الرياض.

وعليه، فإنّ موضوع «عودة» الحزب من سوريا، بات محلّ نقاش في الدوائر الرسمية العليا عقبَ الانتخابات النيابية الأخيرة على رغم ما حقّقه الحزب فيها من تحسين لـ«تمثيله النيابي الصافي»، واستعادة مواقع حلفائه من غير الشيعة. وهو ما فرَض بحثاً جدّياً لا يمكن أحداً التهرّبُ منه على ابواب تأليف الحكومة الجديدة وحصّة الحزب فيها وما يمكن ان يقبل به الحريري أو يحرمه في ضوء العقوبات الجديدة.

ثمّة من ينصح اصحابَ نظرية انسحاب الحزب من سوريا والعودة الى لبنان باستحالة الخطوة لأسباب بسيطة خلاصتُها في بضعة أسئلة، ومن يمتلك الأجوبة عليها فليتفضل. ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

وفي معزل عن كلّ ما سبق من ملاحظات فإنّ من يملك جواباً على السؤال الأخير يمكنه ان يقرأ إمكان عودة «حزب الله» من سوريا. إلّا إذا كان يقترح الفصل بين الحزب الموجود في سوريا عمّا هو في لبنان. وإن كان ذلك وارداً فيجب البحث في الموضوع من زاوية أخرى مختلفة تماماً عمّا هو مطروح اليوم؟