أوجعت غارة سلاح الجوّ الملكيّ الأردنيّ عند الحدود السوريّة ـ الأردنيّة حزب الله، فتحت عليه بوابة حربٍ عربيّة رسميّة وفضحت تجارة “بيئته” بصناعة وتخزين مخدّر الكبتاغون و”احتكار” تصديره إلى دول العالم العربي، خرج الأمين العام واضطرّ أن يقول:”مع كل حادثة تحصل يتمّ اتهام حزب الله بتجارة الكبتاغون وكل ذلك كذب وخيانة وقلة أخلاق”،يُشبه كلام أمين عام حزب الله هذا كلام سيّده المرشد الإيراني و”الفتوى” التي أصدرها عام 2003 واعتبر فيها السلاح النووي حرام!
“يا أخي” صحيح أن المخدّرات حرام إلّا أنّ الكذب أكثر حرمانيّة،بحسب إحصاءات شعبة مكافحة المخدرات فقد تم ضبط نحو 12 مليون حبة كبتاغون عام 2013، أما عام 2014 فتم ضبط 5 ملايين حبّة معدّة للتصدير عبر مرفأ بيروت، في حين جرى مصادرة نحو 6 ملايين حبة في منطقة البقاع كانت متوجهة كلها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها إلى السعودية، وفي عام 2015 ضبطت الشرطة القضائية شاحنة في مدينة النبطيّة دوّار كفررمّان كانت متجهة إلى البقاع، وضبطت فيها كمية كبيرة من المواد الأوليّة التي تدخل في باب تصنيع مواد مخدّرة بينها حبوب الكبتاغون وبلغت حمولتها 325 برميلاً زنتها حوالي 17 طنّاً يصنّع منها ملايين الحبوب المخدرة! وفي أواخر عام 2021 أحبط لبنان عملية تهريب 4 ملايين حبّة كبتاغون (مخدرة) داخل شحنة أكياس من البُنّ من لبنان إلى الأردنّ ومن ثم إلى السعودية، مخزّنة في مستودع في منطقة بئر حسن، وفي تشرين الثاني من نفس العام أحبطت الأجهزة الأمنية عملية تهريب مليون ونصف مليون حبّة كبتاغون مخبأة في قواعد منصات خشبية كانت معدّة للتصدير عبر مرفأ بيروت، لم ينسَ اللبنانيّون بعد مشهد الكبتاغون والحشيش في شحنة رمّان قادمة من لبنان إلى السعوديّة،وعلى أثرها قررت السعودية حظر دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية من دخول المملكة أو المرور عبر أراضيها لدولة ثالثة، بسبب استغلالها في تهريب المخدرات، و”شو بدنا نعدّ لنعدّ”!
“يا أخي” الكذب حرامٌ أكثر بكثير من “الكبتاغون” و”الحشيشة” والمتاجرة بالمخدّرات،”يا أخي” المدعو نوح زعيتر شو؟ أبو سلّة شو؟ هاشم الموسوي شو؟ ما زال اللبنانيّون يتذكّرون ضبط مصنعين لإنتاج هذه الحبوب واحد في منطقة بعلبك داخل مبنى أسّسه الموسوي ليكون حوزة علمية دينية وآخر في منطقة “التيرو” في الشويفات جنوب العاصمة بيروت تحت عنوان “مصنع نايلون” وكلّ مصنع وصلت قدرته الإنتاجية إلى 100 ألف حبّة يوميّاً، هذا الكذب كثيرٌ جدّاً على اللبنانيّين وادّعاء العفّة والشّرف، ما هذه الخفّة بعقول النّاس والاستخفاف بالإصرار على الكذب وادّعاء الأخلاق كذاك المشهد لقنينة الويسكي المتدحرجة من سيارة أحد “حجّاج” حزب الله النوّاب، “كتير هالقد.. عن جدّ”!!
“يا أخي” لم ننسَ بعد الرّسالة الكويتيّة الخليجيّة العربيّة والدوليّة في 23 كانون الثاني من العام 2022 التي حملها إلى لبنان وزير الخارجية أحمد النّاصر الصّباح وتضمّنت 10 بنود تهدف إلى بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج، ونصّ بندها رقم 7 على “اتّخاذ إجراءات جدية وموثوقة لضبط المعابر الحدوديّة اللبنانيّة”، ونصّ البند 8 فيها على “منع تهريب المخدّرات واعتماد سياسة أمنيّة واضحة وحاسمة توقف استهداف دول الخليج من خلال عمليات تهريب المخدرات”، فهل هناك “كذبٌ” أوقح ممّا سمعناه خصوصاً أنّ كلّ معابر لبنان الحدوديّة البحرية والبريّة والجويّة فالتة وسايبة للتّهريب على أنواعه من البنزين إلى الدّواء إلى الدّولارات إلى البشر وعلى عينك “يا دولة” وكلّها تقع تحت سيطرة حزب الله الكاملة؟!