ينصّ القانون السعودي على اعتبار تجارة المخدرات جريمة عقوبتها الإعدام، ففي العام 2012 نفّذت المملكة العربيّة السعودية حكم إعدام بحقّ ثمانية عشر إيراني تمّ القبض عليهم وبحوزتهم أطنان من المخدرات «هيرويين وحشيش» حاولوا تهريبها إلى السعودية عبر زوارق بالتنسيق مع مروّجين وعصابات وحاولوا التسلل إلى الشواطئ الشرقية للمملكة العربية السعودية…
وفي 13 أيلول من العام 2014 استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال السعودي في طهران لتحتجّ على تنفيذ المملكة حكم إعدام في المنطقة الشرقية في الثاني من أيلول ذاك العام بمهرّب مخدّرات إيراني يدعى رضا عباس فضل إدريساوي؛ بعد قيامه بتهريب كمية كبيرة من الحشيش إلى السعودية عن طريق البحر، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
في تاريخ «الفاطميين» وهم «إيران» في زمن سابق، فرقة إرهابيّة تاريخيّة حملت إسم «الحشّاشين»، وحمل زعيمها «حسن الصًباح» لقب «شيخ الجبل»، اليوم وببساطة التاريخ يُعيد نفسه، فبعد حرب تموز العام 2006 أصبحت المملكة هدفاً رئيسيّاً لإيران وحزب الله لإغراقها بالمخدرات، تحديداً بتهريب ملايين «حبوب الكبتاغون» التي تبين لاحقاً أنّها إحدى أهمّ صناعات حزب الله المتطوّرة في لبنان بعد ضبط جمارك المرفأ آلتين لتصنيع حبوب الكبتاغون، هذا الخيط قاد لاحقاً إلى أحد أكبر المصانع في العام 2013 في منطقة التيرو ـ الشويفات والمتخصّص بصناعة المادّة الأساسية للكبتاغون لصالح شقيق أحد نوّاب حزب الله والذي يحمل لقب «سيّد» للمفارقة، ويعاونه في مهمّته شيخ «مْعَمْعَم» تحت غطاء حوزة دينية وتخبّئ حبوب الكبتاغون «المدموغة» ـ كتلك التي عثر على كميّة 2 طن موضّبة في مئتي صندوق تعود للأمير السعودي ـ فهل هناك من يودّ الدخول في «بازار» السؤال هل كان الأمير السعودي ذي العشرين عاماً يهرّب الكبتاغون، أم أنّ هناك من وضّب هذه العملية بحرفيّة عالية إلى حدّ أنّه وضع لوحة مزورة على السيّارة التي نقلت الصناديق قبل تدخّل مراقب جمارك ليصرّ على تفتيش الصناديق، في مطار يعرف القاصي والدّاني أنه تحت سلطة حزب الله من أول طريق المطار حتى صالونات الشرف وأجنحة الطائرات؟! وهل هناك مواطن لبناني واحد لا يعرف أخبار ازدهار زراعة وتجارة الحشيش والمخدرات على يدِ حزب الله في البقاع اللبناني، وهل هناك مواطن لبناني واحد لم يسمع بـ»نوح زعيتر» ولم يرَ صوَرَه في مواقع حزب الله القتاليّة في سوريا والتي اضطرّ الحزب لتكذيبها ونفيها، وعجز عن تكذيب ردّ «نوح زعيتر» على بيان التكذيب؟!
المشكلة ـ ولنسلّم بها جدلاً ـ ليست في شاب سعودي ـ صدف أنه أمير ـ يتعاطى حبوب الكبتاغون، أو حتى يُهرّبها، المشكلة في بلدٍ ودولة تُزرع فيها الحشيشة وتصنّع المخدّرات وتهرّب لصالح حزب يدّعي «الألوهيّة» و»القداسة»، والمشكلة في بلد يرضخ فيه القضاء فيُفرج عن «شقيق» نائب في حزب الله هو أحد كبار المصنّعين والمصدّرين لحبوب الكبتاغون المخدّرة، ويقوم بتصنيع المخدرات لحسابه، أو لحساب حزب الله لا فرق، منذ العام 2007 لقاء 300 ألف دولار أميركي عن كل كيلوغرام من باز «الأمفيتامين»، تلك الفضيحة المدويّة التي تمّت لملمتها، بعدما كذّبت كلّ المحاضرات عن محاولات «تشويه» سمعة حزب الله لأنه «المقاومة»، تماماً كما سبق وتمّت لملمة فضيحة حزب الله الماليّة الكبرى تحت اسم «صلاح عزّ الدّين»!!
آخر من يحقّ له المتاجرة بسمعة المملكة العربيّة السعوديّة هي صحف وإعلام حزب الله، فدول الغرب تنفّذ إجراءات قاسية بحقّ أشخاص ومصارف ومؤسسات بتهم تبييض أموال المخدرات لصالح حزب الله و»قديسيه»، أرباب الموبقات من الإرهاب والقتل والاغتيال وخطف الطائرات وتهريب المخدرات وقتل الشعوب، ثم يريدون أن يحاضروا في العفّة!!