اما وقد زال التباين بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد التوضيح الذي حمله وزير المال علي حسن خليل الى بكركي يوم الجمعة الفائت، بقيت في الافق سحابة من التساؤلات التي تعني من سيكون المرشح الرئاسي من وجهة نظر الرئيس بري والبطريرك الراعي، حيث قيل كلام كثير على ان لا مجال حتى الان للبت في الورقة الرابحة ومن سيكون حاملها، قياسا على ما اشتغل عليه رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري بين مرشحين اثنين هما رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، الا في حال كان بحث في اسم من خارج الدائرة المشار اليها، من غير ان يعني ذلك ان بوسع احد توريط بكركي في صدد اختيار المرشح المناسب اكثر من غيره؟!
تقول مصادر مقربة من تيار المستقبل ان ثمة صعوبة الى الان تحول دون اعلان اسم المرشح، خصوصا ان البطريرك يرفض ان يتورط في مثل هكذا بازار سياسي وكي لا يقال لاحقا انه هو من رشح فلانا او استبعد مرشحا اخر. وفي الحالين يبقى القرار السياسي بيد من يعرف كيف يقرب وجهات النظر، وكي لا يقال لاحقا ان مجالات تقريب هذا المرشح من بعبدا هي بمستوى من ليس لديه من حظوظ في السباق الرئاسي، حيث هناك سعي من جانب بعض المعنيين لحرق الاوراق قبل ان تنضج الطبخة الرئاسية قياسا على ما هو معروف من اوساط سياسية دأبت على »خردقة« بعض الاسماء لغاية ومصالح شخصية من المستحيل ان يستمر الرهان عليها (…)
من هنا، ثمة من لا يزال يرى ان حظ العماد عون افضل من سواه، فيما تقول جهات بارزة اخرى ان من سمى رئيس تيار المردة، لن يتركه وحده الا في حال انعدمت وسائل نجاحه، وكي لا تتكرر قصة البحث عمن يؤمن النصاب في حال استمر تعاطي حزب الله مع الموضوع وكأنه يعني الجميع من غير ان يعنيه هو، على رغم كل ما تردد عن ان العماد عون هو مرشح حزب الله، وليس من مجال لان يغير الحزب خياره في اخر لحظة من عمر الازمة الرئاسية، فيما هناك من يجزم بأن الاكثرية تقف الى جانب الجنرال، باستثناء رئيس مجلس النواب على عكس ما تقوله اوساط بري؟!
المؤكد ان المستشار السياسي للرئيس بري وزير المال علي حسن خليل لم يحمل معه الى بكركي اي اسم، كما تؤكد مصادر روحية عليمة ان البطريرك الراعي لم يكشف الى الان عمن يراه اهلا للرئاسة الاولى كي لا تتورط بكركي في مجال استقطاب اي اسم قد لا يكون في حجم ما هو مرجو، بحسب رأي اوساط عليمة رفضت صراحة نقل اي مرشح على لسانها، طالما ان الامور لا تزال عالقة عن المسعى الذي يقوم به الرئيس سعد الحريري بالتزامن مع غيره من المسؤولين الذين يهمهم ان تبقى الامور بعيدة من السطحية التي يمارسها البعض ظنا منهم ان الاوراق التي يسوقون لها لم تنكشف بعد؟!
اشارة في هذا الصدد الى ان الكلام الذي قيل عن ان الرئيس الحريري قد بدل اخيرا من اسم مرشحة النائب سليمان فرنجية الى اسم اخر فذلك يحتاج الى مزيد من الوقت الفاصل بين الان وموعد جلسة الانتخاب الرئاسية مطلع تشرين الثاني المقبل، ما يعني صراحة ان هناك فسحة من الوقت يمكن ان تحدد مواصفات الرئيس العتيد من غير حاجة الى من يحرق له اوراقه (…)
وفي المقابل هناك مجموعة اراء ومواقف يصر اصحابها على القول »اننا لا نزال في مرحلة جوجلة الاسماء«، فيما يقول اخرون ان جميع المعنيين بالاستحقاق الرئاسي لا يزالون يمارسون عملية عض الاصابع، حيث من الصعب اعطاء معلومة عن السباق الرئاسي يمكن ان يعول عليها سواهم، مع العلم ايضا ان الجوجلة بعيدة تماما من توصيف عض الاصابع طالما ان الغاية من العض تجنب كشف النقاب عن الغاية السياسية من التعتيم على ما هو بحاجة الى توضيح؟!