Site icon IMLebanon

حال من الحرج الشمولي؟!

الى اين يمكن لحزب الله ان يصل في تحركاته داخل الضاحية الجنوبية، لاسيما ان السلاح الذي ظهر خلالها، اوحى وكأن الامور لن تنتهي على سلام، اضافة الى تحركات مماثلة جرت على الطريق الساحلي بين الضاحية وصيدا اوحت بدورها وكأن الحزب بصدد  رفع وتيرة اعتراضه على السياسة المتبعة داخل الحكومة التي يشكل فريقه الوزاري ابرز معالم الرفض داخلها  خصوصا ان ما تردد  عن نقمة الحزب في مجال النقد السياسي يكاد يتطور الى ما يشبه السيناريو المعد سلفا لما يشبه احداث ايار العام 2006 التي اجتاحت مناطق واسعة من بيروت الغربية، ووصلت الى طرابلس وعاليه – بحمدون والبقاع الاوسط والشمالي؟!

ازاء هذا التصور ثمة من يجزم بأن الحزب يعاني من حرج سياسي جراء وقفته من التطورات العربية التي اقحم نفسه فيها، ان كان في سوريا او العراق ام اليمن الى جانب الحليف الايراني الذي يهمه ان يكون الحزب الى جانبه عسكريا، نظرا لقدرته على حرب الشوارع مثلما هو حاصل في سوريا التي يتحرك فيها على اساس ان الدعم الجوي الروسي يوفر له اكبر حماية على رغم ما لحق به من   خسائر بشرية تكاد تعتبر كارثية في نظر خصومه بسبب ارتفاع عدد ضحاياها (…)

كذلك، هناك من يرى ان الحزب مرتاح الى وضعه السياسي في لبنان بفعل الاختناق الذي يعاني منه خصومه الذين يقفون عاجزين عن اجراء الانتخابات الرئاسية الى حد المناورة بترشيح اثنين من اقطاب 8 اذار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، على رغم ما يتردد عن تسريب مرشح ثالث من تحت الطاولة هو الوزير السابق جان عبيد من غير حاجة الى كلام من الخارج على ان الاخير مرشح تزكية قد طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري في جولاته الخارجية الاخيرة، الى جانب ما اثاره بري في لقاءاته الديبلوماسية في بيروت؟!

الى هنا يبدو التشابك السياسي على قرب من امكان حصول تشابك امني يرى البعض انه تصرف ملح قبل البت بالانتخابات الرئاسية لكن المفارقة في هذا الموضوع تكمن في انعدام اي مسعى عربي، كما سبق وحصل يوم انتخاب الرئيس ميشال سليمان في اعقاب اتفاق الدوحة الذي سرعته قطر بالتفاهم مع المملكة العربية السعودية بمعزل عن اي تدخل سوري لا يزال البعض يعول عليه قبل الانتقال الى حسم اسم المرشح الرئاسي لمجرد ارضاء بقايا التأثير السوري المعنوي الذي يقال انه لا يزال يفرض ظله على معظم قوى 8 اذار؟!

وفي حال صدقت الروايات الديبلوماسية فان ما يقال عن ان حزب الله مرتاح الى وضعه السياسي  والشعبي، هناك من يرى عكس ذلك تماما خصوصا ان تصرف السعودية الاخير بالنسبة الى وقف هبة المليارات الثلاثة، قد ترك انطباعا مفاده ان حكومة الرئيس تمام سلام اصبحت من دون غطاء عربي او اجنبي، حتى وان كانت اوساط مطلعة تتحدث عن جهود فرنسية مع السعودية لتجنيب حكومة سلام الاختناق السياسي من الداخل والخارج والمقصود بذلك تخفيف ضغط حزب الله من غير حاجة الى ترجمة ذلك بصورة سريعة!

واذا كان البعض يتصور ان ظروفنا الداخلية مقبولة نسبيا ثمة من يرى بوضوح ان تعقيدات الداخل لم تعد تسمح للحكومة بحرية الحركة خصوصا ان مشكلة النفايات قد تطورت بصورة سلبية مرشحة لان تزيد في التعقيدات السياسية حيث لا مجال للاتفاق  على حل للنفايات في المستقبل المنظور على رغم تفاقم المشكلة في طول لبنان وعرضه.

وفي عودة الى تحرك حزب الله على الارض، تقول اوساط مطلعة ان غاية الحزب ابقاء سيف التخويف مصلتا فوق جميع خصوم الحزب ان كان في الداخل او في الخارج، لاسيما ان الوضع الداخلي لا يحتمل اي تأويل ايجابي جراء افهام جميع المعنيين عن كل ما له علاقة بالانتخابات الرئاسية، ما يؤكد ان الامور سائرة نحو التجميد حيث لا بد من حل لا يبدو في متناول اي طرف، والمقصود بالنسبة الى هذا الاحتقان، ان البحث عن حل ساخن لا يزال واردا، لدى بعض المعنيين مباشرة بأزمات الداخل وفي مقدم هؤلاء حزب الله.

وما قول البعض ان جهات دولية بارزة تشتغل على طبخة رئاسة الجمهورية لانجازها في وقت سريع فهو قول بعيد عن الواقع طالما ان كل شيء موضوع في خانة العجز عن تقديم بدائل، ان من جانب حزب الله او من جانب اي طرف آخر ممن يعاني بدوره من الحرج بعدما اثبتت التجارب ان الصعوبات عنوان بارز في المجال السياسي الذي يعاني منه معظم الافرقاء، بمن فيهم حزب الله الذي توحي تصرفاته ان عجزه عن انتخاب رئيس للجمهورية من جماعته يدل صراحة  على انه لا يزال يخشى المفاجآت اسوة بما هو حاصل مع معظم المعنيين بالشأن العام، وهذا من ضمن دلائل التورط بأمور لا مجال امام احد لان يتخطاها بوسائل تقليدية وخاصة؟!