عادت نقابة موظفي كازينو لبنان الى كنف القوات اللبنانية بعد ولاية عونية دامت أربع سنوات. وكما في السياسة، كذلك في نقابة الكازينو، السلاح الرئيسي بين الطرفين هو الخطاب الطائفي، واحتساب النتيجة على أساس التمثيل داخل كل طائفة
«انتخابات نقابة الموظفين في كازينو لبنان هي انتصار للتيار الوطني الحرّ الذي أثبت أنه ممثل المسيحيين الأول في الكازينو على الرغم من الحلف القوي الذي تشكل بوجه تحالفه مع تيار المردة». هكذا تختصر مصادر ماكينة «التيار العوني» الانتخابات التي نُظمت أمس في الكازينو وأسفرت عن فوز خمسة أعضاء من لائحة تحالف القوات اللبنانية ــ حركة أمل وعضوين من لائحة «التيار» ــ المردة، أحدهما يتبع سياسيّاً للنائب السابق منصور البون.
وعلى الرغم من رصّ الصفوف من أجل ليّ ذراع مرشحّ «التيار» ادي معلوف، إلا أنه حلّ ثالثاً، حاصلاً على 328 صوتاً مقابل 340 صوتاً للفائز الأول ناجي بدير (حركة أمل) و336 للمرشح الى منصب النقيب كرم كرم (قوات).
الساعة العاشرة صباح أمس بدأت العملية الانتخابية في الكازينو حيث شارك في الاقتراع 653 موظفاً يتوزعون على قطاعات الإدارة، المطاعم، الأمن، الصيانة والمسارح. الموظفون وصفوا أجواء الانتخابات بالـ«هادئة»، على الرغم من الضغوطات التي مارسها الطرفان من أجل حسم المعركة، كلّ لمصلحته، بعد أن فشلت محاولات التوافق.
يقتبس معلوف
من قاموس الانقسام السياسي ـ الطائفي: مسيحياً، نلنا الأكثرية!
مصادر القوات اللبنانية تزعم أنّ معلوف وفريقه السياسي «حاولوا إثارة النعرات بين الموظفين من خلال الترويج أن حركة أمل تريد السيطرة على المرفق الكسرواني»، إضافة الى «ممارسة ادي ضغوطاً على الموظفين في القطاع الذي يرأسه (المطبخ والمطاعم) من أجل انتخابه أو عدم الحضور، فقاطع قرابة 15 موظفاً قواتياً». مصادر الماكينة العونية لم تُنكر ذلك: «ما تركنا حدا ما حكيناه». وأدرجت المصادر العونية ما قامت به في خانة «التمني وليس الضغوط… طلبنا من بعضهم التصويت للائحتنا أو عدم المشاركة في الانتخابات». وهي تُقرّ أيضاً بصبغ المعركة طائفيّاً: «لماذا يريد (الرئيس) نبيه بري فرض خياراته علينا؟»، مُتناسين أنّ اللائحة العونية فازت منذ أربع سنوات بدعم من «الحركة».
خلافاً لما كان متوقعاً من «فوز ساحق» للائحة القوات ــ أمل، أتت الأرقام متقاربة «نتيجة العمل الدؤوب في الساعات الأخيرة، إذ عملنا على استقطاب عدد من الشيعة المستقلين وبعض المؤيدين للبون، كذلك فإن ترشيح الكتائبي السابق عاطف افرام انعكس إيجاباً علينا»، استناداً الى مصادر «المردة». ولكن، لا يبدو أن معلوف «مُمتنّ» من النتيجة. فاستناداً الى معلومات عونية، هو يتجه الى تقديم استقالته: «شو بدو يفوت يعمل؟ لن يتمكن من تحقيق أي تغيير».
بضحكة، يحاول معلوف التهرب من الموضوع، موحياً بأنه لم يحسم خياره بعد. يُعدد في اتصال مع «الأخبار» أسباب الخسارة، فيعيدها الى ثلاثة أمور: «يوم الأحد سُحب مرشحنا هيثم الحاج بالقوة من أمام الكازينو وضُغط عليه حتى تقدم باستقالته». السبب الثاني هو «الاصطفاف الحادّ وتهديد الموظفين… أنا في الكازينو وأعرف، لو لم يُضغط على الموظفين لكنت نلت قرابة خمسين في المئة من أصواتهم»، يقصد الموظفين المنتمين إلى الطائفة الشيعية. خلاصة الانتخابات يُعلنها معلوف مقتبساً من قاموس الانقسام السياسي ــ الطائفي في لبنان: «مسيحياً، نلنا الأكثرية».
معلوف الذي كررّ عبارتي «شيعي» و«مسيحي» عشرات المرات خلال الحديث، يوضح أنه «ولا مرّة كان الموضوع الديني أساسياً في الكازينو، ولكن لو لم يتمّ سحب مرشحنا الشيعي والضغط على الموظفين لما حصلت هذه البلبلة». الرجل ما زال يُفكرّ إذا كان هو شخصياً سبب الخسارة في النقابة، «يبدو ذلك. قال لي كريم دكروب (ابن شقيقة بري) لديك أكبر قطاع في الكازينو وتريد النقابة أيضاً؟».