Site icon IMLebanon

حرب القطّ والفأر بين روسيا والحلف الأطلسي!!

روسيا التي ورثت عن الاتحاد السوفياتي، علاقة جد وثيقة مع سوريا، ونفوذا واسعا في السياسة والاقتصاد والتسليح، كانت منذ اندلاع الاحداث في سوريا، تراقب عن كثب كل ما يدور على ارض سوريا من كر وفر في الجبهات، ومن تدخل عسكري واستخباراتي من دول قريبة من سوريا واخرى بعيدة عنها، وعندما تأكدت ان النظام اصبح في خطر، وان المعركة تقترب من العاصمة دمشق، وان الجيش السوري قد انهك بعد خمس سنوات من القتال المستمر، اخذت القرار بالتدخل العسكري المدروس جيدا لحماية صديقها بشار الاسد والحيلولة دون سقوط النظام في المجهول الفوضوي بوجود هذا الكم من التنظيمات الارهابية وغير الارهابية، وبدأت بتحريك ما تحتاجه من سلاح في تدخلها المدروس جيدا، وهي تعلم ان المخابرات الاميركية والاوروبية والاسرائيلية، تراقب خطواتها عن كثب، وعندما لم تصدرعن الولايات المتحدة والدول الاوروبية والعربية اي ردات فعل غاضبة او منددة، كشفت موسكو ان تدخلها العسكري لن يتجاوز قيام الطيران الحربي الروسي بمساعدة الجيش السوري على تحسين وضعه على الارض واستعادة ما يستطيع استعادته من ارض ومواقع احتلتها التنظيمات التي تعتبرها روسيا معادية للنظام دون تفريق بين تنظيم وآخر، متحاشية بذلك الغرق في المستنقع السوري، كغرقها سابقا في افغانستان، وقد تكون الدول الغربية تتمنى ان تغطس روسيا في الحرب السورية، وقد تكون عملية اسقاط الطائرة المدنية الروسية فوق سنياء، وسقوط مئات الضحايا المدنيين، واسقاط المقاتلة الروسية فوق جبل تركمان في الداخل السوري من قبل سلاح الجو التركي، من ضمن التخطيط المدروس لدفع موسكو الى توسيع نطاق تدخلها والانغماس اكثر في احداث سوريا، لانهاكها واستنزافها عسكريا وماليا.

بعد تفجير الطائرة المدنية الروسية، توعّد الرئىس الروسي بوتين بأنه سيقضي على تنظيم «داعش» الذي اعلن مسؤوليته عن التفجير، ولذلك لوحظ ان المقاتلات الروسية زادت من ضرباتها مواقع التنظيمات المسلحة في مساحات واسعة من المناطق السورية الى ان بدأت بقصف مواقع المسلحين التركمانيين المناهضين للنظام السوري، في جبل تركمان على الحدود السورية – التركية، واسقاط مقاتلة امس بنيران تركية ومقتل طيّار واسر اخر وقد اعلن بوتين في تعليق اوّلي انه ستكون لهذا العمل العدائي «عواقب وخيمة جدا» معتبرا انه طعن في الظهر من قبل «متعاونين مع الارهاب» في اشارة منه الى تركيا، التي سارعت الى وضع الحلف الاطلسي بما حدث ما حدا بالحلف الذي يعرف خطورة ما حصل الى عقد اجتماع استثنائي لاعضائه، لأخذ الموقف المناسب في مثل هكذا احداث، كما ان وزارة الخارجية البريطانية، اذاعت بيانا سريعا وصفت فيه الحادث «بالخطير جدا» علما بأن التأزم لم يقف عند هذا الحدّ، حيث اعلن امس ان المسلحين اسقطوا مروحية عسكرية روسية، كما كشف ان تنظيم داعش اصبح يمتلك صواريخ صينية متطورة من طراز، F.N.6 تشبه صواريخ «ستنغر» الاميركية وتحمل على الكتف، وقد يكون هذا النوع من الصواريخ هو الذي اسقط المروحية الروسية.

* * *

في مطلق الاحوال لا نغالي اذا قلنا ان الاوضاع في سوريا والمنطقة تنحو باتجاه انفجار كبير، قد يكون المدخل الدموي لحلّ على السخن لمستقبل سوريا خصوصا وان جميع الدول المعنية بالامر، تبحث عن اي نظام سياسي يمكن ان يضع حدا للحرب، هل هو النظام الرئاسي، او النظام البرلماني الذي يشبه النظام اللبناني، او النظام الفدرالي، وفي ضوء الرسو والتوافق على النظام المنشود، يمكن عندها تحديد مصير الرئيس السوري بشار الاسد.