IMLebanon

كولونا رفعت تقريراً سلبيّاً الى الإليزيه 

 

 

هي ايام العصف الفكري للقوى السياسية الداعمة استكمال خطوة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون بتعيين اعضاء المجلس العسكري، قبل ان تدخل البلاد مدار عيدي الميلاد ورأس السنة وترحَّل الملفات الى العام المقبل. عصف هدفه تأمين التوافق السياسي على التعيين بدفع قوي من الحزب الاشتراكي الذي يصول ويجول ويجري اتصالات في الاتجاهات كافة لتحقيق المرتجى.

 

وفي غياب الاهتمام الداخلي بالملفات الاخرى لا سيما الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو وضع على نار خفيفة دوليا، بقيت الزيارة الفرنسية الدبلوماسية الاخيرة محط اهتمام، رغم انها لم تحمل جديدا من شأنه تغيير المعادلة المتحكمة بالوضع اللبناني سياسيا وأمنيا، بل زادت الى التعقيدات تعقيدا، والى ضبابية الموقف ضبابية رمادية توحي بان غيوم العواصف القادمة بدات تتجمع في سماء المنطقة، من غزة التي دخلت حربها مراحلها الاخيرة، لتبدأ بعدها رحلة مواجهة الجبهات التي وحدت ساحتها مع القطاع من اليمن الى لبنان، حيث التوقعات بان تكون المواجهات من ضمن تحالفات دولية، لا حربا اسرائيلية صرفة.

 

مصادر سياسية مطلعة على اجواء باريس اشارت الى ان تقييم الموفدين الفرنسيين الى بيروت الذي رفع في التقارير التي بلغت الايليزيه، جاء سلبيا خصوصا بعد زيارة وزيرة الخارجية كاترين كولونا، التي اشارت في ايجازها امام المعنيين بالملف اللبناني الى ان المسؤولين اللبنانيين يعيشون حالة من الانكار الكامل للواقع، بلغ حد التقييم الخاطئ لموازين القوى الدولية في ما خص الصراعات في المنطقة.

 

وتابعت المصادر، بان المسؤولين في العاصمة الفرنسية، قلقون من اتجاه الاحداث وتطورها على الساحة اللبنانية، حيث التوقعات تشير الى تطورات دراماتيكية في غضون اسابيع القادمة، لان قرار الادارة الاميركية وتفويضها “لاسرائيل” “بانهاء الشكل الحالي” لحركة حماس، من جهة، وتغيير المعادلات على الجبهة اللبنانية، لا رجوع عنه، مشيرة الى ان الاختلاف اليوم مرتبط الى حد كبير بحدود المعركة، وكيفية التعامل مع مؤسسات الدولة اللبنانية.

 

ورات المصادر ان ما ينتظر لبنان لا يختلف كثيرا عما يجري في غزة، وان الارضية اللبنانية تم تحضيرها وباتت جاهزة، الى حد كبير، اذ نجح اللوبي اللبناني في العاصمة الاميركية في فرض ارادته فيما خص الجيش اللبناني، بداية مع التمديد للعماد جوزاف عون، وثانيا، نجاح الضغوط على تل ابيب في تحييد المؤسسة العسكرية عن اي استهداف كيفما تطورت الامور، وصف الجيش شريك استراتيجي لواشنطن وللقيادة الوسطى الاميركية في حربها ضد الارهاب.

 

وفي هذا الاطار، غمزت المصادر من قناة بيان السفارة الاميركية في بيروت، لجهة عودة الطاقم الديبلوماسي وعائلاتهم الى عوكر ومباشرتهم العمل، داعية الى عدم الوقوع في الـ “الفخ” او الخديعة”، ذلك ان المغادرة جاءت نتيجة مخاوف “امنية” ولم تكن “عسكرية”، رغم انها اعطيت اكثر مما كانت عليه.